شجرة الزيتون
....................................................................................
تحتل سورية مكانة فريدة في تاريخ العالم , وقد كان فضلها على رقي البشرية من الناحيتين الفكرية والروحية أجلّ شاناً من فضل أي بلد آخر خصوصاً أنها كانت تشمل فلسطين ولبنان ضمن حدودها القديمة , وربما كانت سورية أكبر بلد صغير على الخريطة , فهي صغيرة جداً في حجمها ,ولكنها عالمية في تأثيرها واقتصادها .
وفي العصور القديمة كانت الأشجار المثمرة الوحيدة التي تُزرع على مقياس واسع هي الأنواع الثلاثة التي تقاوم الجفاف ونعني بها ( التين والكرمة والزيتون) , وقد أدخل الفينيقيون الكرمة إلى بلاد اليونان , ومن هناك إلى إيطاليا , ورافق الزيتون الكرمة أو تبعها من الشرق إلى الغرب , وشجرة الزيتون لاتتطلب إلا القليل من العناية , وتعطي ثماراً وافرة , وتُزرع هذه الشجرة بكثرة في جنوب لبنان وعلى مساحات هائلة كما تُزرع على امتداد الساحل السوري وقد انتشرت زراعة الزيتون في الداخل السوري بشكل واسع , وكان يستخدم زيت الزيتون لأجل الغذاء فيقوم مقام الزبدة التي يصعب حفظها , وكان يُستعمل قديماً في المصابيح لأجل الإنارة , وفي بعض المراهم وصنع الروائح الزكية , وكذلك يُستخدم لأغراض طبية . حتى أن زيت الزيتون قد اكتسب درجة من القدسية بحيث لايزال يُستخدم حتى يومنا هذا في دهن بطن الطفل الذي يعاني من المغص , ولب الزيتون كان يُقدّم طعاماً للحيوانات , كما أن نواته تُستخدم للوقود بعد جرشها , ومنذ أن عادت الحمامة إلى ( نوح) بغصن الزيتون فإن ورق الزيتون أصبح عنواناً للسلام , وعلامة للسعادة .
لنحافظ على شجرة الزيتون ونُكثر من زراعتها في بلدنا وحول بيوتنا لأنها مصدر السلام والسعادة .
طيّب الله أوقاتكم بالخير
سلمية 4/ 10/2018
ظهير الشعراني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء