الإنسانية معيار صدق الدين

"الإنسانية معيار صدق الدين "

......................................................................................

الأديان مختلفة ،ليس فقط في أنواعها وطقوسها ،بل في مصادرها ومناشئها أيضا .

قد يكون لنفس الدين الواحد نسخ متعددة بعضها ينسب لله وبعضها ينسب للسلطان أو للشيخ... إلخ .

لذا نحتاج إلى تعيين الضابطة التي نميز بها الدين الحقيقي من الدين الزائف .

لقد تكلم الله في القرآن عن التكذيب في الدين ،وتغيير الدين وتحريفه سواءا بالتغيير اللفظي أو المعنوي .

أما التغيير اللفظي فهذا يحتاج إلى مختصين في هذا العلم وباحثين يميزون الغث من السمين ،وبالنسبة للقرآن فهو محفوظ من التحريف اللفظي .

وأما التزييف الديني المعنوي من خلال الممارسة الدينية فيحتاج إلى معيار يستطيع أي شخص مهما كانت ثقافته الدينية أن يعرف من خلاله أن مايروج له دين إلهي أم دين كاذب .

إن المعيار الذي وضعه الله تعالى هو الإنسانية ،فالدين جاء ليخرج الإنسان من الظلمات إلى النور ،وجاء برحمة الإنسان ،والعدل الشامل ،وإعمار الأرض ،فالإنسانية ضابطة الدين الإلهي .

وعلى من يريد أن يكشف حقيقة أي دعوة دينية فعليه أن يعرضها على مقياس الإنسانية ،هل هذه الدعوة جاءت بخير الإنسان وكرامة الإنسان وإنقاذ الإنسان وتلبية حاجاته ؟أم هي تلبي حاجات ومصالح فئة معينة من الناس ولاتلتفت إلى المعدمين ؟.

(أرأيت الذي يكذب بالدين ،فذلك اللذي يدع اليتيم ولايحض على طعام المسكين ) فالنتيجة الحتمية للتدين الصادق هو إكرام اليتيم والسعي في رفع المستوى المعيشي للفقراء ،وأما الخطابات الرنانة وبيع الكلام إن تجرد من الفعل الإنساني فهو لغووتزييف (فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض ).

حسام خلف