pregnancy

قصص قصيرة في زمن الحرية الصفراء




قصص قصيرة 
في زمن الحرية الصفراء
......................................................................................

1- يقول أحد الجنود :

كنت أستعد لتسليم سلاحي والأغراض الخاصة بالجيش بعد قرب انتهاء خدمتي الإلزاميَّة وكان ذلك في بداية فصل الربيع (( العربي )) في بلدي !!!

حين جاءت برقية احتفاظ بجميع عناصر دورتنا و وقف التسريح ..
وحلَّت حالة استنفار وحرب لم تنتهي بها خدمتي إلا بعد تسليمي طرفيَّ السفليِّين ..بُتِرا
ووهبي النُّور من عينيّ .. عُميت
واستِئصال عدة أعضاء من أحشائي بعد نهاية خدمة مبكرة لها من جسدي الشاب !!
وذلك بعد إصابة بليغة في إحدى معارك خدمة الوطن والدفاع عنه .
والآن ؛ أنا مسرَّح ..وعاجز تماماً حتى عن أيِّ خدمة أؤديها لنفسي .. بنفسي !!!

                              *    *     *

 تقول إحدى النساء  :

بعد علاج استمر أكثر من أثني عشر عاماً حملت بطفلي الذي كنت وزوجي نَعُدُّ الأيام والليالي وننتظر بفارغ الصبر رؤيته ..

إلى أن دوَّا في ليلة مشؤومة انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مكان سكننا .والحمد لله ؛ لم نصب أنا وزوجي بأذىً..
ولكنْ ؛ أُسقِطَ حُلُمنا برؤية طفلنا مع سقوط عشرات الشهداء والجرحى في حيِّينا ..
فقد سقط الجنين من أحشائي مع سقوط الإنسانيّة أمام إرهابٍ متوحشٍ "

                              *    *     *

 وتقول  أخت لاثنين من شهداء الوطن :

على الجدار الخارجي لمنزلنا صورة معلَّقة تجمع أخويَّ الشهيدين ..
عندما هبَّت الرّياح واشتدَّ البرد والمطر في الليلة الماضية ..استيقظت صباحاً وخرجت لتفقدها فلم تكن الصورة في مكانها ؟!
هممت لإخبار #أمي فوجدت الصورة في حضنها الدافئ 
وكانت مبللة .. ليس بالمطر ؛ إنما بدموعها .. 
مكسورة الزجاج كخاطرها .. 
محطَّمة الإطار كمشاعرها "

                              *    *     *

 ويقول  أخ أحد المصابين :

نجا أخي من الموت بأعجوبة من تفجيرٍ إرهابيٍّ 
بحزامٍ ناسفٍ 
ولكنَّه ؛ لم ينجُ من نوبات الصَّرع 
خمس مرَّاتٍ في اليوم !؟
كلما أُذِّنَ للصلاة وسمِع التكبير (( الله أكبر )) !!! 

                              *     *       *
هذه بعض من قصص قصيرة وخواطر #كتبتها (حدثت فعلا) تعبر عن معاناة نفسية عميقة خلفتها الحرب المجنونة على الكثيرين من أبناء بلدي فرَّج الله همومهم وصبّرهم 
و على المجتمع أن لا ينسى مساعدتهم والوقوف بجانبهم ومواساتهم كل حسب إمكانياته حتى ولو بكلمة ..

ودمتم بخير يا من تقرأون وتساعدون 

 ماهر الساروت
شكرا لتعليقك