الفنان الكبير ناظم الغزالي
.......................................................................................
هو محمد ناصر الغزال هذا اسمه الحقيقي والملقب (ناظم الغزالي) ولد في منطقة الحيدر خانة 1921 نشأ يتيما بعدما فقد الأب في صغره ليعيش مع أمه الفاقدة للبصر في غرفة متهالكة مع شقيقتها، وحين بلغ ناظم سن السادسة عشر توفيت والدته فأنتقل عند عمه، أكمل الدراسة المتوسطة بصعوبة ليلتحق بمعهد الفنون الجميلة، فرفض عمه هذا التوجه قائلا للغزالي (أنا في عائلتي لا يوجد قرقوز) مما أضطر الغزالي لترك البيت ليعيش تارة مع شقيقه وأخرى مع خالته حتى أكمل المعهد لينال دبلوم في قسم المسرح 1948 وبعدها أنظم إلى فرقة (الزبانية) المسرحية وشارك في عروضها وخاصة مسرحتي (أصحاب العقول) و(باب المقدس)، تكاد مسيرته الفنية أنها تسير على وتيرة واحدة من الإبداع من الناحية المسرحية والغنائية مما دفع الجماهير للالتفاف حوله بعد أحست بموهبته الغنائية المتميزة التي أبهرت الجميع، أنه زرع بذور الطرب الأصيل في نطاق واسع قدم العديد من الأغاني ذات الطابع الجديد فوجه له التهم بتغريب الأغنية العراقية، فأصبح احد إعلام الغناء العربي والعراقي ليتربع على العرش ويلقب بسفير الأغنية العراقية واستطاع ان يجذب حب الجماهير العربية من خلال أغانيه المشهورة (خايف عليهه) (وفوكـَ النا خل) (وعيرتني بالشيب) (وسمراء من قوم عيسى)... وقصة هذه الأغنية الذي ذهب البعض بأنها كانت سبب بقتل الغزالي وطبعا هذه الرواية ضعيفة التي عارضها الموسيقار الكبير سالم حسين جملة وتفصيلا وقال: ان ناظم لم يقتل بالسم لأن كان يسكن بالدار بمفرده بعد عودته من السفر بعد أحياءه حفلات في بيروت.
تروي الفنانة الكبيرة سليمة مراد وقصة زواجها من الغزالي قائلة: في احد اللقاءات ويعود الى العام 1952 في أحدى العائلات البغدادية قد التقينا صدفة لأحياء هذه الحفلة سويةً، ولكن بقت أعيننا تتبادل النظرات طوال الحفلة ومنذ ذلك اللقاء تولدت بيننا قصة حب لنتزوج عام 1953 بعدما كنت تعيسة في طفولتي وشقية في شباب مجدي، فكان هذا الحب أراد أن يعوضني في شيخوختي، فبلل قطر الحب في شفتي ثم عاد وأيبس فوقها اخضرار حلاوة عمري، عندما خطف مني ناظم الغزالي الذي كان وسادة مريحة اسند إليها رأسي، ولم يكن الجنس له وجود بيننا وعشنا سنين برابط الإحساس المرهف والشعور الفياض البريء المستمد من الفن، وكنت أنظر إليه كطفل مدلل علمته النظم والمقام العراقي بكل زواياه وعلمني الصبر والثقة بالنفس فأعادني إلى الغناء بعد اعتزاله، فكنت له السلم الخفي الذي صعد به طريق المجد وجاء من يتهمني بأنني قتلت ناظم.
والجدير بالذكر في صباح يوم 23 أكتوبر 1963 وهو يحمل وعاء فيه ماء دافئ لحلاقة ذقنه سقط مغشيا عليه على الأرض فاقداً للوعي، نقل على أثرها المستشفى ليبقى الى الساعة الثالثة ظهرا ليرتحل بالنوبة القلبية الحادة وعمره يناهز 42 عام، ليعلن الحداد العام في العراق لمدة ثلاثة أيام .
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء