تداعي افكار مع البلبل المغرد
.....................................................................................
اللوحه بسيطه وملفته للنظر ،تجعلنا نبتسم عندما نراها ونتخيل الحاناً يشدوها البلبل الجميل الواقف على الغصن الاجمل، لان الرسام انتقى الواناً محببه ومريحه للنظر
والفكره الني وصلتني من اللوحه هي أن اصل الموسيقى المسموعه والمدونه هي اعادة تقليد للطبيعه مهما تفنن الموسيقيون في ابداع نوتات جديده ودونوها في كتبهم فجذرها هو محاكاة الطبيعه.
وذات الشيء ينطبق على اللغه المشار اليها بحروف لاتينيه تظهر في خلفية اللوحه.
فالكلمات التي نطقها اسلافنا الاوائل هي محاكاة لاصوات الطبيعه قبل ان تصبح مدونة في الواح وتغوص عالم المجردات وغير المحسوسات بعيداً عن جذرها المادي.
وهذه إشاره قويه جداً رغم بساطتها الى أن الامور العقليه المحضه غير منفصله عن أصلها الطبيعي سواءً كانت لوحة او مدونه موسيقيه أو لغويه.
هذه المقوله عبر عنها الانسان البدائي عندما عبد مظاهر الطبيعه مباشرة في البدايه ، ومن ثم اتخذ لها تماثيل ورموزاً فنية.
لكنه عندما استغرق لاحقاً في التجريد الفكري المحض ، رفع المعبود بعيداً وقال انه ما وراء الماده.
عندها احتدم الصراع الفكري بين من يقول بأسبقية الوعي على الماده ومفارقة العقل للمعقولات مثل الفلسفات المسماة مثاليه.. وبين من يقول باسبقية الماده على الوعي مثل الفلسفات الماديه ومثالها في تجلياتها الاخيره... الماركسيه..
ولعل اول من حسم النقاش في هذه المسألة الشائكه هو الفيلسوف الكبير ابن رشد في كتابه.. فصل المقال.. وكتابه.. اضمومة العلم الالهي ،عندما اثبت التلازم التام بين الله والكون ولكنه يعطي ترتيباً تشريفياً لله.
وعليه فقد تم تكفيره وملاحقته وحرق كتبه. في الوقت الذي استفادت منه الحضاره الاوربيه الناهضه واقامت صرحها على مبادئه الفلسفيه.
وحتى لا اغمط الاخرين حقهم فقد نادى المعتزله باعلاء شأن العقل واعتبروه اصلاً من اصول الدين.
وقال بمضمون المبدأ الرشدي.. اخوان الصفا...في رسائلهم التي بقيت دهوراً طي النسيان.
ولقد تداعى بي التفكير عندما ذكرت عبادة مظاهر الطبيعه الى اسلافنا العرب الذين عبدوا اللات وهي تمثال لانثى جميله ، والعزى وهي ثلاث نخلات تخرج من اصل واحد( تثليث الالوهة على الطريقه الوثنيه)
وعبدوا مناة التي هي صخرة عظيمه، وعبدو هبل المسمى ابولو عند الرومان كنوع من المثاقفه الحضاريه بسبب الاحتكاك بين الشعبين عن طريق التجاره في بلاد الشام ،وكانت روما في الحقيقه تريد موطئ قدم لها في بلد صحراوي لم تستطع احتلاله، وكان العرب يريدون سهولة التنقل في بلاد الروم.
خلاصة القول ارى أن اللوحة تريد القول بوضوح.. إن العقل غير مفارق للمعقولات
---------------
أ.عمار يماني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء