.اوهام حية ./1/
.......................................................................................
على شرفة الطابق الثاني ،وقفت باسمة انتظر، اراقب هذه السيدة السبعينية ترتب شعرها ،وتعيد طلاء اظافرها ،وتضيف لمساتها الأخيرة على هندامها الرزين .
- سلمى
- نعم ياسيدتي
-انا جاهزة فلننطلق
مشيت خطواتي باتجاهها ،سندت ذراعها، ومررنا عبر الباب باتجاه الدرج الشمالي المؤدي إلى حديقة الدار المخصصة لاستقبال الزوار .
- من ضيفك اليوم ياسيدتي ؟
- انها عبير ... ثوب رميته في الزمن الماضي ،دائما مايحن لي واظنه الوحيد من اشيائي القديمة التي تعودني.
- هل تودين البوح بشيء ما خلال مدة انتظارك ؟
- ل نجلس على الطاولة بجوار النارنج انها مقابل بوابة الدار ومنها نرى الوافدة الينا حين وصولها
- حسنا...
تابعنا المسير إلى الزاوية المعنية، أبعدت الكرسي قليلا لتجلس السيدة وداد لمحت في زاوية عينها قطرة تأبى التساقط، لتضيف سحرا حزينا ل محياها الانيق قربت كرسي اخر وجلست بجوارها التقطت يدي أغمضت عينيها ولفحتني حرارة تنهيدة خرجت من باطن الزمن
- يسمعونك غالبا بان الأنثى ام بطبعها ولكنني لن انسى مشاعري حين قالت لي الطبيبة ستصبحين اما لقد كانت عبارتها بمثابة ركلة اخيرة تدفعني للهاوية كنت اعمل لاصعد لن أسمح ل شيء أو لأحد بانزالي لذا اجبتها دون تردد لا اريد الجنين فليذهب إلى الجحيم .
امعنت النظر إليها مازالت مغمضة العينين تروي قصتها دون اي اختلاج، بهدوء من يقص مالايمت له بصلة .
- اسمعتني طبيبتي بضع عبارات حول خوف الأنثى من هذه المرحلة الانتقالية وكيف تقع ضحية مشاعر متناقضة وطلبت مني أن لا اتسرع بقراري فهذا الجنين سيكون بكري سيساهم بتغيير حياتي الا أنني لم اكن اسمع فقد كان الصوت في أعماقي أكثر حدة ( فليذهب إلى الجحيم ) فلم تجد الطبيبة سبيلا لاسماعي ماترمي إليه لذا طلبت مني احضار زوجي فهي لن تقوم باجهاضي دون موافقته كي لاتتعرض للمسائلة القانونية .
يتبع ......
ميساء جرجس
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء