الفندق والمقهى الأثري في سلمية
.......................................................................................
يقع وسط مدينة سلمية إلى الغرب من الحمام الأثري، ويبعد عن قلعة سلمية حوالي (40 م)، وسط حديقة غناء تابعةً له.
يعود تاريخ بنائه إلى بدايات عهد الانتداب الفرنسي على سوريا، ويؤكد ذلك القرار رقم (3936) الذي ينص على توحيد ديون بلدية سلمية، والبالغة (4500) ليرة سورية لبنانية، والتي كانت بلدية سلمية قد اقترضتها من وزارة المالية على دفعتين (1500 ل. س. ل ثم 3000 ل. س. ل)، بغية إتمام العمل في بناء المقهى والفندق في سلمية، اللذين كان قد بُدءَ العمل فيهما قبل عام (1930 م).
أُرخ القرار في (28 كانون الثاني عام 1931 م)، وشوهد وصدق بتاريخ (11 شباط 1932 م) تحت الرقم (10764) من المستشار الفرنسي (فيبر) .
مما سبق أمكننا معرفة الوظيفة المزدوجة التي أُقيم من أجلها ذلك المبنى، حيث قام بوظيفة الفندق للغرباء، القاصدين مدينة سلمية أو المارين فيها، فضلاً عن استخدام طابقه السفلي كمقهى للعموم. ويمكننا أيضاً توقع إن البدء في بنائه كان في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، وأن عملية بنائه كانت قد تعثرت في بعض مراحلها، لذلك لزم على بلدية سلمية إذ ذاك الاقتراض أكثر من مرة، دون أن تستطيع أن تسدد مستحقات تلك القروض.
معمارياً
تم اعتماد هذا البناء مؤخراً موقعاً مهماً وحيوياً، فتم تصنيفه أثرياً في (29/1/2007 م) تحت الرقم (38/ أ)، رغم أنه لم يتجاوز من العمر قرنه الأول، إلا أن السبب الموجب لذلك هو ما يمثله هذا البناء من طراز معماري بات فريداً في مدينة سلمية.
يتألف البناء من طابقين، الطابق الأرضي له مدخل شمالي، عبر ممر يتخلله حديقة، موصلاً إلى الصالة الرئيسية للمبنى المقهى، وتبلغ مساحتها (154م2)
وقد حُمل سقفها على عامودين طويلين ورفيعين جداً، تجاور تلك الصالة غرفتان داخليتان صغيرتان بنوافذها الكبيرة الجميلة، المشغولة على الطراز الفرنسي العمودي من ثلاث جهات، وقد بقيت هذه الصالة تشغل نفس الدور الذي أقيمت من أجله أي كمقهى شعبي حتى يومنا هذا.
أما الطابق الثاني فمدخله من جهة الشرق وهو مكون من موزع كبير تفتح عليه عشرة أبواب يفضي ثمان منها إلى غرف كانت تشغل الفندق السالف الذكر، أما البابان الآخران فواحد في الجهة الغربية يفتح على شرفة صغيرة والأخر هو باب الطابق الثاني الرئيسي في أقصى الجهة الشمالية من جهة الشرق.
وللطابق العلوي شرفتان واحدة في الجهة الشمالية فوق باب الصالة المقهى والثانية تطل على الحديقة من جهة الغرب كما ذكرنا سابقاً.سُقف الطابق العلوي بالقرميد المائل (الجملوني).كما إن مايميز هذا البناء بشكل عام هو أنه يمزج بين أسلوبي العمارة الأوربية والمشرقية عموماً، فالأعمدة المركزية على زواياه عبارة عن زوايا تشابكية، بين الحجارة البيضاء المتوسطة الحجم، حيث تشكل خليطاً نموذجياً للأعمدة المخفية، التي لاترى داخل الجدران والزوايا وبين الأعمدة النافرة التي تشكل قطعاً حجرية أو إسمنتية واحدة.
والبناء هو من الأبنية القليلة جداً المتبقية في سلمية من تلك المرحلة الزمنية، ينافسه في الجمال والقدم مبنى الثانوية الزراعية، العثماني ـ الفرنسي.
تم ترميم البناء مؤخراً من قبل دائرة آثار حماه. أما حديثاً فقد شُغل المبنى كمركز ثقافي قبل أن يحول لشغل أدوار عديدة مثل شعبة الآثار ومبنى الشبيبة.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء