pregnancy

على هامش حديث" التطياح": الوعي لا ينزل من السماء ولا يخرج من الماء





على هامش حديث" التطياح": الوعي لا ينزل من السماء ولا يخرج من الماء
......................................................................................

لا أزال أذكر نصيحة أستاذي المفكر طيب تيزيني، بعد حصولي على شهادتي الجامعية   .كان ذلك في الثمانينيات قبل ثورة الاتصال والمعلوماتية، وقبل الحاسوب بأنواعه وأشكاله، وقبل الفيسبوك ومشتقاته ولواحقه 
ناداني إلى مكتبه، المفكر الكبير صاحب مشروع "من التراث إلى الثورة " ، وبعدما هنأني، كانت الدردشة حول المستقبل وحول العمل  وحول الجزائر، بعدها طلب مني شيئا محددا وركز كثيرا عليه  وظل يشدد عليه حتى ظننت  أنها وصية أو أمر يجب  التقيد به وتنفيذه بحذافيره، لقد طلب مني ألا انقطع عن الكتابة ،و في سياق الحديث ،وهو يؤكد على أهمية الكتابة، قال لي جملة لن أنساها ، قال لي" يجب أن تكتب ولو في مجلة حائطية بأقصى الجنوب" 
لقد تذكرت هذه النصيحة، من مفكر كبير وفيلسوف، وأنا أتابع التشنج الذي أصاب بعض الشباب بعد حديث العهدة الخامسة حيث أصيب الكثير منهم بالإحباط واليأس، فراح بعضهم يردد ألا جدوى من الكتابة على شبكة التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر أفصح عن يأسه وإحباطه بطريقة طريفة عندما أعلنوا أنه لم يبق أمامهم  إلا الانتقال إلى  مرحلة " التطياح" ، وهذا "المطلب الحضاري "لم يقتصر على الشباب بل انتقلت عدواه إلى الشابات عندما أعلنت تلك الشابة أن لها رغبة قوية في "التطياح " أما الأخرى  فقد طالبت  الرئيس أن يتحدث معنا حتى لو "يطيحنا " ،كما قالت بالحرف 
المفكرون و الفلاسفة حدثونا كثيرا وشرحوا لنا وأسهبوا في شرح "المخاض"   الذي يعد من اصعب وأعسر المراحل التي يمر بها الشعب أو ذاك أو هذه الأمة أو تلك حيث تعرف هذه  المرحلة، التشنج والاضطراب وهي تشبه تماما  مخاض المرأة في لحظات الولاة حيث تجد المرأة من شدة آلام الولادة  تمسك شعرها بقوة أو تمسك بحافة السرير أو تضغط على الوسادة
 تلك الحركات كلها التي تقوم بها المرأة في لحظات المخاض لا توقف أوجاع الولادة ولا آلام الولادة ولا تساعد على الولادة ولا تسهل عملية الولادة، وحده الطبيب الجراح بمشرطه الحاد بوسعه التعامل بمهارة مع تلك اللحظة العسيرة ، حيث يحافظ على حياة: حياة الأم و حياة  الجنين. 
كذلك  الشعوب و الأمم هي الأخرى تمر بمرحلة  المخاض العسير و الآلام  والأوجاع، في هذه اللحظة  يستنجد الشعب بنخبته وعلمائه ،كل حسب إمكانياته وطافته، لكي  يرسموا له المعالم على الطريق ، وهذا الجهد  الفكري الكبير لا يقوم به فرد ،  إنما يتطلب تظافر كل العقول النيرة و الجهود المخلصة والصادقة

من صفحة الاستاذ محمد نور الجزائر
شكرا لتعليقك