ذاكرة المكان
.............................................................. .
ذاكرة المكان وحب الارض والذين يعيشون فوق تلك الأرض .والذكريات التي تختزنها الذاكرة عن الأهل والاقرباء والأصدقاء .
كل اولئك يحملهم الإنسان منذ الطفولة وحتى الشيخوخة.أينما رحل أو حل بعيداً عن ذلك المكان الأول الذي تربى ونشأفيه .وصدق الشاعر حين قال (وحنينه ابدا لأول منزل) .
معاناة(شام) صورة مصغرة عن معاناة الآلاف .لابل الملايين الذين هاجروا او هجروا من بيوتهم على امتداد الوطن .هي مأساة .وربما توصف بأكثر من ذلك .لن تستطيع اطول الروايات والقصص تصويرها .
ولن يستطيع جهابذة التاريخ توثيقها .نعم هي مأساة . ومحنة لاقبلها ولا بعدها سيكون شبيها لها . لكنها على قساوة السنوات العشر التي انطوت عليها ومرارتها .
أضافت لذاكرتنا وتاريخنا وأفكارنا صوراً ومعلومات وأفكاراً ورؤى سوف تكون البوصلة والدليل معاً للقادم من الأيام . يصعب علي التفصبل فيها .
أكتفي بالإشارة اليها كعناويين:
أولها . صدق الانتماء التي تجلت بالإنسان السوري .فقد ظلت سورية الحبيبة بكل أمكنتها مرسومة على جدار قلبه .ومع كل نبض .
ثانيها .التمتع بالفرادة والتفوق حتى في تلك الدول التي عرف عن شعوبها الذكاء والتفوق .
ثالثها . القدرة على التحمل والصبر في الداخل والخارج على حد سواء إلى الحد الذي أصبح مضرب المثل لدى الشعوب الاخرى .
رابعا. ثبات المرأة السورية إلى جانب زوجها وأبنائها وأخوتها وأخواتهافي هذه المحنة بأنفة وكبرياء وترشيد وتدبير .
خامسا .بروز أصوات وطنية جريئة لاتجامل ولاترائي ولا تنافق .ليست معارضة بالمفهوم السائد الذي دخلت فيه المعارضة اللاوطنية سوق المزاد (النخاسة)والتبعية او الالتحاق بالذي يدفع أكثر من سواه .
هذه المعارضة الوطنية تختلف كليا عن تلك وهي المعول عليها بتقويم الاعوجاج . ومحاسبة الفاسدين والمفسدين والمخربين الذين يتاجرون بالوطن تحت دعاوى الدفاع عنه وعن مقدساته بالشعارات فقط .وهم من وجهة نظري أكثر خطراً من داعش وأخواتها .
ثمة أشياء أخرى لايتسع المجال لذكرها . سوف يؤديها بأمانة وإخلاص من ما زالوا يحملون الوطن في صدورهم بنقاء وصفاء ووفاء في الداخل والخارج .
لهم ترفع القبعة وتنحني الهامات وبهم وبعشقهم الصوفي النقي وسلوكهم العملي سيكون النهوض والانبعاث من قلب الخراب والدمار .
د. حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء