الحوار
.......................................................................................
يقول المعجم:
- الحِوارُ حديثٌ يجري بين شخصين أو أكثر :
حِوَارٌ: نِقَاشٌ، جِدَالٌ
- حِوار الطُّرْش : تباحث بين مخاطبين لا يفهم بعضُهم بعضا ،
- حِوار هادئ : خالٍ من الانفعال
- وفي القرآن الكريم جاء الحِوار بِمعنى المُجادلة بالحُسنى
- حاورَ فلانًا : جاوَبه وبادله الكلامَ ، الكهف آية 37 قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ ( قرآن ).
تعريف الحوار اصطلاحاً:
مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين.. وعرَّفَه بعضُهم بأنه نوع في الحديث بين شخصين، أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة، فلا يستأثرُ أحدهما دون الآخر. ويغلبُ عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب، وهو ضرب من الأدب الرفيع وأسلوب من أساليبه. وهو مَطلَبٌ من مَطالِب الحياة الأساسيّة؛ فَعَن طريقه يتمّ التّواصل بين الأشخاص لِتبادُل الأفكار وفَهمِها.
يُستخدَم الحِوار لِلكشف عن الحقيقة فَيَكشِف كلّ طرف من المُتحاورين ما خَفِيَ على الطّرف الآخر. والحِوار يُشبع حاجة الإنسان، ويَسمح له بِالتّواصل مع البيئة المُحيطة والاندماج بِها.
أمّا الجدال (اللاحوار): هو مذموم، وهو خصومة في الباطل، يقوم على المنازعة والتعصب.. وشدة في الكلام، ويكون بسوء الأدب أو بجهل؛ مع التمسك بالرأي والتعصب له.
- ويَحمِل الحِوار والجدال دلالة واحدة، وقد اجتمعا في القرآن الكريم في آيةٍ واحدة، قال تعالى في سورة المجادلة الآية 1: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ). والمعروف عند النّاس أنّ الحِوار والجدال يُعتبران نِقاشاً بين طرفين أو أكثر بِقَصد إظهار حُجّة مُعيّنة؛ وإثبات حقّ؛ ورَدّ لِلفساد.
قواعد الحوار:
- تقبل الآخر (الاعتراف به واحترام حقه في الاختلاف والتعبير)
- العلم وصحة الدليل (اعتماد البرهان في الدفاع والتفنيد)
- حسن القول (حسن الكلام بتجنب الألفاظ الجارحة وعبارات السخرية ).
- الإنصاف والموضوعية (الاعتراف بصحة رأي المحاور والإذعان للحق؛ عند تبين صدق حججه ).
• آداب الحِوار الايجابي
- القول الحَسَن واجتناب أسلوب التحدّي
- الالتزام بوقت مُحدّد للحديث
- حَصر الحِوار في مكان مَحدود الحُضور
- حُسن الاستماع وعدم مُقاطعة الطّرف الآخر
- احترام الطّرف الآخر
- الإخلاص
ولهذا فإن الحِوارالفعّال يُعالِج المُشكلات الّتي تُواجه الإنسان، ويقوّي القِيَم والأخلاق في الحَضارات.
فالكثيرُ من الحَضارات التي أغلقت باب الحِوار ورفضت تقويم الأفكار السلبيّة وتعديلها ممّا أدّى إلى مُداهمة الأفكار الخارجيّة لها من حَضارات ودُول أخرى وهذا أدّى إلى تَدَهوُرِها وسُقوطها.
٢٩ أيار ٢٠١٩
نورالدين منى
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء