الطبقية الذهنية
-.....................................................................................
ما الذي يدفعنا لشراء قهوة الصباح من فندق 4نجوم ودفع ما يقارب ال 1000ليرة في الوقت الذي تباع فيه القهوة في المحل المجاور بما لا يتجاوز المئة ليرة وما الذي يدفع شركات الطيران للمبالغة في تسعير تذاكر درجتي الأولى ورجال الأعمال بحيث يمكن أن تتجاوز خمسة أضعاف التذكرة العادية، في حين إن كلفتها الحقيقية لا تتجاوز الضعف.
إذا ما أمعنّا النظر في المثالين أعلاه، نجد أن خليطا من العوامل الاجتماعية هو ما يدفعنا لتقبل أسعار بعض السلع والخدمات رغما عن عدم تناسبها مع القيمة الحقيقية. لقد استطاعت الرأسمالية توظيف هذا المفهوم بصورة مدهشة لبرمجة عقول المستهلكين. إنه لمن المحزن أن البشرية بعد أن استطاعت تجاوز الأنظمة الطبقية الحسية (الإقطاع والعبودية) فإنها عادت وسقطت في فخ الطبقية الذهنية.
وهذان المثالان ببساطتهما يعبران عما أشار إليه ماركس في مصطلح (تقديس السلعة) و يعد ماركس أول من نبّه إلى هذا المفهوم وهو مفهوم يفسر كثيرا من الظواهر التي نلاحظها في حياتنا اليومية. بحسب ما أورده ماركس، فإن سعر السلعة يحدد من خلال ما تحتويه من قيمة اجتماعية.
أما عن تفسير الأزمة الدورية في الراسمالية فبسطها ماركس بالتعابير التالية :
أن المنافسة بين المنتجين يدفع الأسعار نحو الانخفاض، لكنهم (ومحاولة منهم في زيادة الاًرباح) يقومون بخفض تكاليف الإنتاج.
ولأن الرأسمالية الشرسة لا تبالي بمصير العمال وعائلاتهم، فإن التخفيض يشمل فيما يشمل رواتب العمال. وهذا يؤدي بدوره إلى انخفاض القدرة الشرائية في المجتمع. ثم إن الفجوة بين الكم الهائل من الإنتاج
ومقدرة المستهلك على الشراء تؤدي إلى ظهور الأزمات الاقتصادية.
بقلم غيلان الأحمر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء