كانت هزيمة سبع جيوش عربية من قبل
المهاجرين الصهاينة من أوربا و غيرها و ما سببته من جرح نرجسي في كبرياء الإنسان
العربي كان سبب كافيا لإندفاع التيار القومي المتمركس إلى السلطة على ظهر دبابة
واعد بحرق المراحل و تجاوز التخلف و بتحرير فلسطين و نحن لا نشك بنوايا هذا التيار
و ما وعد به و لكن يحكم على الشجرة من ثمارها و كما يقال إن طريق جهنم معبد
بالنوايا الحسنة لقد زادت البطالة و أصبح أكثر من 32 مليون عاطل عن العمل حسب
إحصاءات الأمم المتحدة لعام 2009 من أصل 52 مليون بالعالم أي ما يعادل 60% من عدد
العاطلين علما أن العرب يشكلون 5% من سكان العالم.
إن الجيوش التي كان يفترض إعدادها و
تفرغها لصد الغزاة تم انحرافها و إغرائها بأمور الحكم و مكاسبه و همومه كالتخطيط و
الإدارة و الإعلام ...و تراجع دور الفكر و الحوار و استعاض عنه بثقافة الإستهلاك و
السطحية و الابتذال و إقصاء الثقافة التنويرية الرافعة لبناء الدول العصرية و أصبح
الإستقواء بالدبابة التي من المفترض توجيه فعاليتها عملا و ردعا نحو الخارج لا نحو
الداخل فتوهم أفكار الصواب و الوطنية و الوطن و جرى اختزالها بفئة أو جماعات دون
غيرها أو شخص مما أدى إلى القدرة على إلغاء الآخر بالداخل و كان ذروة الانهيار
القيمي استجداء الاحتلالات الأجنبية كما حدث في العراق و المطالبة بتعميمه على بعض
البلدان العربية الأخرى، إن استدعاء الغزو الأجنبي لا يشكل تحريرا للشعب إنما هو
تدمير للمجتمع و الوطن و إن كان يتحمل مسؤولية ما حدث أنظمة لا تحسن الحوار مع
معارضيها ولا تسمح بحرية التفكير و العمل السياسي لشعوبها مثلما يتحمل مسؤوليته
معارضون ينزلقون إلى الدعوة إلى غزو خارجي يقوم بما يفترض هم القيام به و ما إغراق
بعض البلدان العربية بالإرهابيين إلا لاستخدامهم كحصان طروادة لشرعنة تدخلهم
الخارجي و للتعتيم على المطالب الشعبية المحقة الذي قام هذا الحراك الشعبي من
أجلها من قبل هذه الأنظمة .
مروان وردة .............
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء