pregnancy

الحرب الأخيرة في الإتجاه الصحيح


الحرب الأخيرة في الإتجاه الصحيح
.............................................................

كل العالم بالسر أو بالعلن بات يدرك أن الكيان الصهيوني الأخطبوطي السرطاني المتمثل باطنا بشبكة صهيونية-يهودية مالية سياسية عالمية ومتعددة القوميات، وظاهرا ب (إسرائيل)؛ كله بات يعلم أن هذا الكيان هو سبب الشرور والحروب في العالم، ولهذا فإن مشكلة العالم لن تنتهي مادام هذا الكيان ناشطا في التآمر على الشعوب، متدبرا في فرض معادلات القتل والموت بالمجان، مستعدا لغرس سمومه في أي زمان ومكان.
محال أن يهنأ العالم بلحظة سلام أو فرح حقيقي أو اطمئنان للمستقبل طالما الصهاينة يصولون ويجولون في كل ركن من أركان الكرة الأرضية، يمارسون كل شيء علمي وغير علمي لمزيد من السيطرة والسطوة والتآمر على العالم حتى تتحول الحكومات إلى أجهزة سياسية مستعبدة وتتحول الشعوب إلى موتى مؤجلين حسب المخططات المتشابكة والمعقدة .

إن الحرب ليست كلمة سهلة على اللسان، ويجب ألا تكون أمنية لمؤمن بالله تعالى أو لصاحب رؤية إنسانية، الحرب مسألة خطيرة وقذرة مدمرة للأجيال وللإنجازات البشرية المعنوية والمادية .
ولكن حين تصبح الحرب حتمية وقدرا موضوعيا عندها يجب خوض الحرب بالإتجاه الصحيح ومع العدو المستحق.
معظم الحروب صناعة امبريالية أو اصطدام امبريالي-امبريالي وبالتالي معظمها عبثية تدفع الشعوب المسالمة والناهضة ثمنا فادحا كبيرا لها.
معظم الحروب فتن أوقعت بين الأمم والشعوب أو أوقعت في المجتمع الواحد بين قبائل وطوائف واثنيات.
ولأن غالبية الحروب هي حروب امبريالية في تكوينها وجوهرها فمن الصعب جدا إن لم نقل من المستحيل حرفها عن غاياتها الإمبريالية الدنيئة، ومن المتعذر توجيهها نحو الهدف الصحيح اي نحو القوى الإمبريالية نفسها أو القوى العميلة لها.
ومع ذلك في ثغرة تاريخية قد يتسنى إعادة توجيه الحرب إلى الهدف الصحيح أو بالحري إلى الهدف الأكثر صحة.

إن المشرق العربي كله، سوريا والعراق وبقية أقطار العالم العربي مهدد بسلسلة لا تنتهي من الحروب الأهلية والحروب البينية بين الأقطار العربية نفسها ستقضي على الملايين وتهجر عشرات الملايين. إن ثمن بقاء (إسرائيل) في المنطقة باهظ التكلفة، كلفة تصل إلى وجودنا برمته، إلى استمرار أجيالنا المنتظرة؛ إن المسألة لم تعد مسألة ثقافية، وليست فقط مسألة الجولان والقدس، أنها مسألة تتعلق باستمرار مجتمعنا برمته، فالتهديد يتجاوز وجودنا الثقافي إلى وجودنا البيولوجي، حتى المغتربين لن ينجو وعائلاتهم من الملاحقة ولا من المقصلة العبرية.

هذه ليست نظرة متشائمة بل هي شديدة الواقعية، إن السرطان الصهيوني بدأ يتغلغل في الجسد العربي، ولم يعد موضعيا يقتصر على جنوب سوريا الطبيعية.
إن الحرب ضد هذا الكيان قد تكون ضرورة ملحة؛ حرب تحرير شعبية يخوضها الأشراف في هذه الأمة والعالم؛ بامكاناتنا المتواضعة والذكية يمكن أن نقلب الطاولة على الطغمة الإمبريالية الصهيونية في العالم. وبدلا من أن نبدع في قتل بعضنا البعض يجب أن نبدع في تفكيك الكيان الغاصب القاتل الذي لم يرحم ولن يرحم.
لا شك أنها حرب مكلفة وقاسية وهائلة لكن خواتمها بعون من الله ستكون لصالح الإنسانية ولصالح هذه الأمة المنكوبة في إنسانها وهويتها، ولصالح طفولة هذا العالم وأطفاله جميعا " .
ع . ح . الحموي
شكرا لتعليقك