pregnancy

تصنيـف جديـد للأمـراض البشـرية




تصنيـف جديـد للأمـراض البشـرية

نحتنا مصطلح الطب العضوي النفسي الحضاري، لأننا نعتبر الإنسان وحدة نفسية جسمية ثقافية كونية متكاملة متوازنة ومنسجمة مع صعود وإفلاس الحضارات ومتناغمة مع ظواهر الطبيعة وأحداث الكون، ولذلك قمنا بتصنيف حديث للأمراض التي تصيب البشرية أفراداً وجماعات وهو:
أ- المرض العضوي: وهو موضوع الطب التقليدي الشائع في بلادنا والدول الغربية والصناعية وغيرها..
ب- المرض النفسي: موضوع الطب النفسي التقليدي .
حـ- المرض الجسمي النفسي: موضوع الطب النفسي الجسمي.
ء- المرض الفكري الفلسفي العقائدي الثقافي (المرض الحضاري): ويبحثه الطب الحضاري الفكري الثقافي , وهو أهمها وأخطرها..
وهذا التصنيف الواسع الجديد للمرض (اعتلال الصحة) البشري في مجال الوقاية والعلاج يعتبر إن الأمراض الفكرية الفلسفية الثقافية أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان لعظمة نتائجها المدمرة والمخربة للبيئة والبشر والحياة وتفوق خطورتها كوارث الطبيعة من براكين وزلازل وفيضانات, فحرب واحدة كالحرب الاهلية الغربية (العالمية) الثانية قتلت أكثر من خمسين مليون شخص وشوهت عشرات الملايين ودمرت مئات المدن, فالمرض الحضاري الثقافي مرتفع الدرجة الإمراضية ومتقدم المرحلة من ناحية الخطورة ونسبة الوفيات العالية ويفوق خباثة كل السرطانات, وله طيف واسع من الحالات الكارثية كإرهابية بوش ووحشية شارون وإجرامية بلير وغيرهم من الإرهابيين الجدد المعولمين والمتوحشين , وقلق وتأسف القادة ولصوصية الدول الصناعية الأوروبية الأميركية وغيرهم ونفعية الفلسفات الغربية وفلسفة شريعة الناب والغاب لتطبيقها في المجال البشري وظلم الشعوب والعبودية والعنصرية والاستبداد والاستغلال , وقتل ملايين الأبرياء وتشريد عشرات الملايين من الناس وسرقة أموالهم وأملاكهم وتدمير كارثي لمدنهم ومنازلهم وجميع مرافق البنية التحتية الحضارية ..بحجة مكافحة الإرهاب و إعادة الاعمار وبآليات نازية إرهابية وحشية مخطط لهامسبقاً من قوى الإرهاب العالمي الاستعماري والاستبداد الداخلي الاجرامي ,

يقول روجيه غارودي :(إن هيمنة الغرب، منذ خمس قرون، تكللت بإرادة مدمرة للكرة الأرضية، فالحفاظ، بعد إزالة الاستعمار على علاقات تبعية تفرض، من خلال الاستعمار الجماعي المجسد في صندوق النقد الدولي وبالمصرف العالمي.. أدى إلى هذه النتيجة خمسين مليونا من الموتى جوعا أو بسبب سوء التغذية، وهكذا تفرض هيمنة الغرب الاقتصادية، هيروشيما يومية على العالم الثالث). من كتاب :"الأصوليات المعاصرة، أسبابها ومظاهرها"، روجيه غارودي , تعريب: د. خليل أحمد خليل، ط1, باريس, دار عام ألفين، 1992م، ص64 ..
ومن الحماقة أن يعالج الجوع وسوء التغذية في الدول النامية بالمساعدات الغذائية والدوائية والمالية الأوروبية والأمريكية التي تصور وتعرض كثيراً في الفضائيات ويفضل أن توضع هذه المساعدات في بطون الغربيين وجيوبهم لأن أسلوبهم الإرهابي الوحشي(الاستعماري) اللصوصي وشروط الشركات المتعددة الجنسيات الرأسمالية هما الداء, وهنا يجب أن يوجه العلاج, فالسكان الفقراء في بعض الدول الأفريقية يعجزون عن شرب الماء النقي وقضاء حاجتهم الطبيعية في دورة المياه لأنهم لا يملكون المال الزهيد للدفع, بينما يعيشون على جبال من فلزات الذهب والماس والمعادن الثمينة التي يسرقها الغرب وأذنابه بكل وقاحة وظلم وحشية، ومع ذلك نقول أيضاً إن الغرب ليس كله شراً ولا ضلالاً، فكم من علم نافع، وكم فيه من عمل صالح، وكم فيه من خلق كريم، وكم فيه من إنجازات هائلة وإمكانات ضخمة في المجال العلمي والتقني، يمكن توظيفها لصالح الإنسان إيجابياً في مختلف المجتمعات والثقافات مع الحفاظ على الهوية الوطنية المميزة لكل مجتمع وثقافة.
ونظراً لأننا نعتبر إن العدوان والظلم والحروب والفتن والطائفية والعنصرية والعبودية والأفكار الظلامية المعولمة والاستعباد والاستغلال والإرهاب والعنف والاجرام والحقد والغدر والخيانة واللصوصية والقرصنة والمرتزقة .. حالات مرضية حضارية ناتجة عن تبني نمط أو نسق فكري ثقافي فلسفي مُعتَّل, فهنا يجب التوجه إلى العلاج بالأسلوب الناجح بحيث نشفق على الظالم كما يشفق الطبيب على المريض العضوي, فإن الطبيب رغم حنانه على المريض يشق بطنه لكي يستأصل المرض فنحن ينبغي علينا علاج المعتدين الظالمين حضارياً ليس بقتلهم وإنما بابتكار وسائل حضاريةوقائية وعلاجية قادرة على أن تمنع الأذى وبنفس الوقت تقوم بالقبض على المعتدين لكي نحولهم إلى المستشفيات الفكرية الثقافية لقبولهم ليقوم الكادر العلمي المؤلف من خبراء في النفس والإجتماع وعلماء في الدين والقانون والاقتصاد وحكماء في العلاقات الدولية العامة ليقوموا بجلسات التحليل الفكري والمجادلة بالحسنى وإتباع أسلوب الاقتناع والإقناع ضمن جو من الحرية والمعاملة الجيدة, وهنا نكسب هولاء المجرمين ونحولهم تدريجيا إلى أصحاء حضارياً, وبالتالي فإننا نحاول جاهدين أن لا نقتلهم لأنه حتى الظالم والكافر هو في تركيبه العضوي البيولوجي يسبح الله تعالى والأصل بالإنسان الفطرة السليمة الصحيحة بينما المرض الحضاري هو مكتسب من سوء التربية الاجتماعية وسلبية المفاهيم الفكرية وخطأ الفلسفات النظرية .

 د.ناصرمحي الدين ملوحي

شكرا لتعليقك