اكتناف الصمت
........ ...........
...........
كانت ليلةً باردة ، تتأوه كالثكالى ،
الرياح تغدو بين المنازل تعول بالخوف والعدم
نُدف الثلج ترسم على المنازل والوديان
ترنيمة عشق ليس لها نهاية....
أزهار المانوليا والنارنج تتراقص
معانقة الطلول
وترتشف من أحداقها قطرات الندى ..
ذات ليلة مصحوبة بصرير نارٍ
تتآكل في هيكلٍ للدفء مكنون
كنتُ أناشد الروح واجثو معانقًا
تفاصيلها
أيتها الروح الساميّة ، التي تنساب من
خلالها
أشعة النور ..
ألم يحن موعد بزوغك من بين أروقة الليل
ألم يأخذك حنينكِ لمهد عشقكِ
ويمتدُ بكِ كياسمينة بيضاء
تعتلي قامات العشق والهيام
عندما ملّت نفسيّ البشر وتعبت أجفاني
وجافاه النوم ،
سرت الى تلك الحقول البعيدة
حيث تهجع اشباح الأزمنة الغابرة
سرت وحيدًا ألازم طيفي وأهجع من سكينتي
جلستُ على رابية تقتات من خضائرها
عصافير الشوق وتتفت عليها كل أمانينا
حدثتُ الربيع وكليَّ شوق وحنين
أيها الربيع المتقاطر من شفتيها
أيها الزهر المندثر في طلولها ووديانها
خذني إليها سوسنة بيضاء
تقطف أوراقي وتجمعني في بساتينها
تناغم الربيع على وصفي وهلل قائلاً
ألا حدث الليل..
أيها الليل المخيم فوق رؤوسنا
أعاقرٌ أنت لا شبيه لك.....
كلانا متهم بما ليس لنا
أنت تسير بين المروج والوديان
وتتراقص مع حفيف الشجر
وأنا أسير وكليَّ شوق لك
شبيهٌ أنت بوحدتي ، بآلامي ، بغربتي
الساذجة
هنا إنطوى الليل في محراب السكون
متأوها
ألا حدث الأرواح.......
هيّ الروح تواقة إلى مهد عشقها الأول
هيّ قابعة في أسِرَّتي ، تلاحقني في
أحلامي
تقتات من ذاكرتي ، وتلدغني كل حين.....
هو الحب إلهٌ ، أساس الوجود ،
مكنون لا يبوح بأسراره ولا بأفعاله...
هو الحب إذ يكلل آفاقنا بالورود،
ويشذبنا بأنامله ليقدمنا قربانًا للرّب
المقدس..
هو الحب إذ يخلصنا من عاداتنا ومن
ترّهاتنا
ليجعلنا عشاقًا ننام على تمتمات الورود
ونصحو على إيقاع الشحارير
هو الحب يهدهدنا كل ليلة بيديه
شفاهنا تفعو وهي تتمتم وتسبح بأسمه...
وهنا تلذذ الحب في إطرائي لهُ وقال
....ماهوَّ وجعك...
ربما عابرٌ مثل الظلِ في تلاشي الشمس.
وذكرياتك المحطمة وتكسير قيود الحياة...
لازلتَ على قيد الحياة..!!
لازلتُ على قيد الأمل...
من أنتِ يا جوليا..
كنت فاشلاً حتى بمعرفتك...
لم أدرك تفاصيلك الصغيرة إلى ساعة
الرحيل
ككل شيءٍ جميل عبرتني متناسية كلّ شيء
كالضوء مررتِ لا تُطيلي البقاء..
وملح الإنتظار يذيبني ويقتلني
إن دنوت بقربك أُضيء.
وأن لَفحتني ألسِنَّةُ الظلال أَغيب...
وقربةَ رجلًا محاطًا بالتلاشي
أحَلفكُ بالله لا تَخمدي وتغيبي...
كَشمعةً بيضاء أُضيءُ في قلب اليسوع
لن أَبرح مكاني وبيّ صليل..
سأجمعُ قِواي وأنهض من جديد
وبعد هنيهة خلتها ألف عام
ظهرت نوارس الصباح معلنة فجرًا
لا مثيل لهُ....
وأزاح الليل خيوطه ولم أذيالهُ...
والشمس إنبثقتْ من جوف الغسق
تنثرُ أشعتها البنفسجية معلنةٍ الدفء
عدتُ وحيدًا وشفاهيّ تُتَمتمُ
..............
لا زلتُ على قيد الأمل...
مهدي رستم
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء