pregnancy

(3) تأييد الإنسان والإنسانية





الوعي الانساني الجديد 

(3)
تأييد الإنسان والإنسانية 

..........................................
...................................................


يخرج الوعي الانساني الجديد من أتون العبثية والفوضى التي تحمق الإنسان في بعض المواضع وتسخر منه، أو تنزع عنه صفة الآدمية. فهذا الوعي يؤيد الإنسان سواء كفرد أو كمجتمع ويدعمه في المساعي الإنسانية (المتمثلة بالمحبة والقدرة والخير والعلم والمعرفة والحق والجمال) وبالتالي دعم كل ما يؤيد الإنسانية ومقاومة كل ما يقف في وجهها أو يعمل على تحطيمها جزئيا أو كليا. وفي ما يلي بعض الملاحظات الاستشرافية حول هذه القضية:

1.  لا تعني الروح الإنسانية الضعف والسلام الدائم والاستكانة للواقع بدعوى المحافظة على السلم، بل تعني النضال من أجل التطور وتحقيق القفزات الكبرى على الصعيد العلمي والمعرفي والثقافي، وتعني أيضا المحافظة على اللياقة البدنية من خلال المحافظة على النشاط الجسدي الحيوي الرياضي وربطه بالعمل والتكنولوجيا نفسها، وتعني قبل كل شيء النضال بقوة ضد القوى المعادية للإنسانية بكل الوسائل السلمية المتاحة كقاعدة أساسية، وبالوسائل غير السلمية كاستثناء له شروطه ومعاييره.

2.  المساواة والتوازن بين الجنسين: من المفيد أن نذكر أن مفهوم المساواة يجب أن يمتزج بمفهوم التوازن بين الجنسين، فالمرأة تختلف عن الرجل بيولوجيا وهذا يعني أن متطلبات المرأة تختلف ولو قليلا عن متطلبات الرجل، على سبيل المثال يتعامل عامل الأحياء مع كائناته المتنوعة بطريقة مختلفة لضمان استمرارها، ولو تعامل معها جميعا بنفس الطريقة لتوقفت حياة غالبيتها. والمساواة في الحقوق والأجور وكذلك الواجبات تاتي في الأولوية دائما.


3.  المراة: كما أنه تحرر الإنسانية لا يعني الإباحية بل يعني التحرر من الاستغلال المادي والمعنوي والقيود والعوائق الثقافية -عدا الأخلاقية منها- التي تعيق انطلاقتها، فإن تحرر المرأة وحريتها لا يعني السقوط في الانحلال الأخلاقي والمجتمعي ولا يعني تكريسها بيولوجيا للجنس والمتعة، ولو كان ذلك بموافقة شخصية بل يعني تحطيم العوائق التي تقف أمام تعلمها وعملها وتثقيفها، مع عدم إلغاء لدورها الأساس الذي خصها به الله تعالى كأم وكامرأة خصبة تدفع بالحياة وتعطي المحبة والمعرفة. إلا أن هذا كله يفترض أن يأتي ضمن سياق التحرر الاجتماعي للمجتمع ككل، تحرر من الاستغلال الاقتصادي والتخلف العلمي وتحرر من التخلف والانحراف الثقافي والأخلاقي المدمر؛ بما يضمن النهوض الحضاري.

4.  إن الأسرة هي الأساس الاجتماعي والبنيوي لوجود الإنسانية واستمرارها، وبالتالي فإن أي تهديد مادي أو معنوي للأسرة يعتبر تهديدا للإنسانية عامة، ولا يمكن السكوت عنه، وفي طليعة هذه التهديدات الحروب والفقر والجوع والأمية والتدهور الصحي والأمني. من ناحية أخرى لا يمكن تقديم مصلحة الفرد على مصلحة الأسرة إلا ضمن القواعد القانونية الطبيعية المتعارف عليها، التي تضمن الحدود الدنيا من سلامة أفراد الأسرة وخصوصا الأطفال منهم.


5.  الأطفال هم عماد الحياة الإنسانية وهم جمالها ولهذا تقوم مسؤولية الأطفال إضافة إلى الوالدين على المجتمع كافة وذلك بشكل تكافلي وجماعي؛ من حيث الحاجات الضرورية المعلقة بالأمن والمناخ والحدود الدنيا من الغذاء والتعليم والطبابة، وخصوصا في وقت الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، وأولوية المساعدة هنا تتعلق بالعمر الحيوي للفئات المنكوبة.

6.  لا يحق للإعلام تشويه الحياة، وتشويه الإنسانية من خلال المعلومات الزائفة ومن خلال التضليل، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية، والتقنيات الحديثة، كل هذه الأدوات المساندة للإنسان يفترض إلا تتحول إلى مصدر ضرر وتهديم لحياته، ولمفهوم الإنسانية بشكل عام، ولهذا فإن الإعلام يجب أن يكون طبيعيا ونزيها، وكذلك يجب ضبط وسائل التواصل الاجتماعي بمعايير اجتماعية أسرية وأمنية وقانونية، أما التقنية فيفترض إلا تقود إلى الضمور البدني أو الذهني أو التشوه والانزياح.


7.  الإنسانية لا تعني الدفاع فقط عن الإنسان الفرد أو الإنسانية جمعاء، بل تعني أيضا الدفاع عن بقية الكائنات الحية، من حيوانات ونباتات وطبيعة، فمن حق الكائنات أن تحيا حياتها على الكوكب النادر، وحينما يحصل تضارب فعلى الإنسان أن يعمد إلى العزل، ولهذا يجب الاعتياد على التداخل والاندماج الطبيعي مع حياتنا وحياة بقية الكائنات غير الضارة، وحماية الكائنات المندمجة بالقانون. أما بالنسبة للكائنات الضارة والخطرة فيجب توسيع المحميات لها بالقدر الممكن.

يتبع ......

علي حسين الحموي


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...