pregnancy

استدامة الوجود البيئي











استدامة الوجود البيئي 
..................................................


كيف يمكن تغير النماذج العقليّة للبشر ؟!... إلى نماذج ذات طبيعة أكثر شموليّة ،وسط عالم معولم ، وما هو الاتجاه الذي سيتخذ اليوم وليس غداً، من أجل الوصول إلى استدامة الوجود البيئي؟!.
- الجواب باختصار هو الاعتماد على التربية البيئيّة من أجل التنمية المستدامة ، كإستراتيجيّة تلخّص الرؤية التربويّة ، تسعى إلى إيجاد توازن بين الرخاء الإنساني الاقتصادي و التقاليد الثقافيّة ،واستدامة الموارد الطبيعيّة البيئيّة لتزويد الإنسان بالمعرفة والمهارة للتعلّم المستمر ، ولمساعدته في إيجاد حلول جديدة لقضاياه البيئيّة و الاجتماعيّة والاقتصاديّة،  وذلك من أجل جعل العالم صالحاً لمعيشة هذا الجيل والأجيال القادمة ،وتفعيل الاستدامة والعمل على أن تكون غاية، وليست توعية ونظريات فقط ، يتم دمجها في المناهج الدراسيّة  التي تستوعب قضايا البيئة في مضامين المناهج التعليميّة ، و في مختلف المراحل الدراسيّة و التي بدأت تلتفت إلى مشكلات البيئة في إطار الأنظمة التربويّة المدرسيّة ،لتزوّد الناشئة بالبصيرة البيئيّة المتقّدمة ، و تساعدهم على فهم أفضل للجوانب الاجتماعيّة و الطبيعيّة و الاقتصاديّة  للتنمية المستدامة .
- لقد ظهرت التنمية المستدامة كوسيلة و رؤية جديدة  للتغلّب على المشكلات البيئيّة ، و مرحلة ترفض الحداثة بعقودها المتعثّرة مع التنمية ، و تدعو للعودة إلى التوافق مّرة أخرى مع الطبيعة ، و القائمة على الخصوصيّة التاريخيّة لكل مجتمع ، و التي تكتسب دلالاتها الحقيقيّة من التقدّم القائم وفق قضيّة أخلاقيّة و إنسانيّة اتجاه الأجيال في الحاضر و المستقبل .
- التنمية المستدامة هي نهج حياة و أسلوب معيشة ، و نظريّة تقوم على التفكير بطريقة شموليّة متكاملة  مرتبطة ضمن مجموعة من العلاقات و التفاعلات بين الاعتبارات الاجتماعيّة و الأساليب الاقتصاديّة و التكنولوجيّة و البيئة الطبيعيّة ، بحيث تؤدّي إلى اشتراك السكان كافّةً طوعاً لا كرهاً ، و بطريقة مسؤولة مّما يتطلّب إيجاد و تطبيق أطر أخلاقيّة معنّية ، تقوم وفق عمليّة تغيير و تعديل في سلوك الإنسان ، كونه المسّبب الأوّل لهذه المشكلات البيئيّة لفهم العلاقات والقوانين الناظمة للبيئة . 
- لذلك من الأهميّة بمكان إيجاد رادع ذاتي ينبع من داخل الإنسان ، و تنمية هذا الرادع الداخلي و هذه القناعة الذاتيّة لحماية البيئة ، بتطوير القدرات و تزويد الأفراد بالخبرات و المعارف و المهارات الضروريّة ، و سلوكيّات قوامها الإحساس بالمسؤوليّة إزاء البيئة بجميع جوانبها ، الأمر الذي يجعل التربية البيئيّة كأداة رئيسيّة لنشر المعرفة حول المشكلات البيئيّة المحليّة و الوطنيّة و العالميّة .
                                                                                                

بقلم مدير البيئة في محافظة حماة
          م. مدحات القدموسي   
شكرا لتعليقك