سورية تحت خط الفقر المائي
..........................................................
((معاناة وكوارث محدقة))
مع استمرار الأزمة ما هو الحل؟
في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد واشتداد المعارك على ساحة الوطن المترامية وفي المدن الكبيرة كـ #حلب تطفو على السطح وبشكل صارخ أزمة المياه وقلة الموارد المائية المتوفرة وبالتالي حرمان نسبة كبيرة من المواطنين من مياه الشرب أو قلة كمياته على أقل تقدير مما يزيد من وطأة وحدة الأزمة وآثارها على السوريين الذين باتوا يجترون الألم كيفما اتجهوا وأينما اتجهوا ولكن تبقى المياه الحاجة الأغلى لدى الإنسان فماذا يمكننا أن نقترح لحل هذه المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوماً وعاماً بعد عام بسبب عدم ثبات مصادرها إما لأسباب طبيعية جغرافية أو لوقوعها تحت تأثير العلاقات السياسية لسورية بالدول المجاورة أحياناً لا سيما تركيا التي تنبع منها نهري دجلة والفرات أكبر أنهار سورية وهنا فإنني أرى ضرورة العمل على ما يلي:
-تشخيص وتحديد أهم المشكلات التي يعاني منها قطاع المياه في سورية والشروع في حلها ما أمكن والبدء بإدارة تعتمد طرقاً حديثة في إدارة واستخدام الموارد المائية وتعمل على تدريب كوادرها والرفع من سوية عملهم وتوفير المختبرات والمحطات الكفيلة بتنقية المياه وتخليصها من الشوائب والملوثات بأفضل الطرق الممكنة.
-تطوير طرق إدارة الموارد المائية واتباع السياسات الأكثر اقتصادية بشأن استخدامات المياه وخاصة في الزراعة والصناعة والشروع بالاعتماد ولو الجزئي على المصادر غير التقليدية للمياه في سورية.
-صيانة خطوط الشبكة المائية المتضررة نتيجة العمليات العسكرية وإعادة تأهيلها بالسرعة القصوى وخاصة في تلك المناطق والبلدات المدمرة كحلب وكوباني وريف دمشق
-الحد من الحفر العشوائي للآبار والاستمرار بسياسة حفر الآبار من قبل الجهات الرسمية وفي حدود الوارد المائي المتجدد وخاصة في المناطق التي تعاني شحاً واضحاً في المياه وخاصة مياه الشرب لرفد الشبكة بكميات إضافية تسد ولو جزءاً من حاجة سكان تلك
_البدء باستكمال #المشاريع_المائية التي كانت الحكومة قد شرعت بها قبل بدء الأزمة وإعادة تنفيذ المشاريع الاستراتيجية لما سيكون لها من دور واضح في تدعيم التوازن المائي ولمختلف المجالات
-ترشيد استخدام المياه المستخدمة في إرواء الأراضي الزراعية من خلال تحفيز الفلاحين على استخدام وسائل الري الحديث كالرش والتنقيط لما لها من دور كبير في توفير نسب عالية من المياه المستخدمة في طريقة الغمر
-معالجة حالات #تلوث_المياه أينما وجدت وبالسرعة المطلوبة لأن أي تأخير سيكون له نتائج كارثية على حياة الكثير من الناس.
-تحويل شبكات وأقنية الري المنفذة في مشاريع الري وجر المياه وشبكات المياه الأخرى من شبكات ظاهرة إلى شبكات مغطاة وأقنية في باطن الأرض وذلك لتقليل الفاقد المائي عن طريق منع التبخر الذي يبلغ نسباً عالية في سورية
-العمل على رفع الطاقة التخزينية وملء السدود عند طاقتها التصميمة وتطبيق مبدأ التنمية المستدامة في استغلال واستخدام الموارد المائية المتوفرة بغية حفظ حق الأجيال القادمة في حصتها من المياه
-توفير صهاريج مياه ضخمة لتلك المناطق التي تعاني انقطاعات مستمرة للمياه أو للكهرباء نتيجة استمرار العمليات العسكرية وتوزيع المياه على المواطنين في تلك المناطق
-تأمين مصادر مائية بديلة للشرب تسد النقص الحاصل فيها أو توقفها عن العمل وخاصة في المناطق والتجمعات السكنية وربطها بالشبكة تزودها بالكميات المتوفرة عند الحاجة.
وفي النهاية يمكن التحذير من أن استمرار الاستجرار من الموارد المائية بالشكل الحالي وعدم تطوير منظومة المياه في البلاد وترشيد استخداماتها في ظل انخفاض وتراجع المصادر المائية فإن ذلك ينبأ بكارثة بيئية وإنسانية مقبلة سيعاني خلالها الإنسان السوري من شح في المياه الصالحة للشرب أولاً وقلة في المواد الغذائية نتيجة عدم توفر المياه الكافية للاستخدامات الزراعية وري المحاصيل خاصة وأن البلاد كانت تعاني قبل بداية الأزمة من انحدار واضح في الموارد المائية وتوسع فجوة العجز المائي لتأتي الأزمة وتزيد الألم ألماً و ترفع من حجم المعاناة وتدفع بالبلاد نحو مجموعة من الكوارث التي لن تكفينا سنون قليلة لتداركها
د.محمد شوقي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء