pregnancy

البعد العربي بقلم مروان وردة


البعد العربي.. 
.......................................................... 


 يعمل الكثيرون اليوم مثل منقبي الأثار في البحث لهم عن أصول غير عربية في عمق التاريخ ، لمعالجة جرحهم النرجسي وشعورهم بالذل والإهانة نتيجة الهزائم المتكررة التي ألحقتها بهم أنظمتهم في صراعها مع العدو الصهيوني .ويكثر القول في هذه الأيام نحن فينيقيون أو آراميون وفراعنة وأمازيغ .....على مساحة جغرافيا الوطن العربي .إذا كان لا يحق لجزيرة منعزلة أن تتحدث عن أصولها العرقية الواحدة ، فهذا أبعد ما يكون عن شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعرضت للغزوات والإحتلالات متكررة بماسميت بشعوب البحر من كل حدب وصوب .ونحن هنا لسنا بصدد سرد تاريخي للمنطقة ، وإنما للتأكيد إن القول بالنقاء العرقي لشعب أبعد ما يكون عن الحقيقة العلمية والمعرفية .وبإختصار أقول:إن الإنتماء إلى الفضاء العربي هو انتماء ثقافي وروحي وأخلاقي وليس إنتماءا سياسيا ولا عرقيا ولا دينيا .كما قال الشهيد عبد الغني العريسي في المؤتمر العربي الأول عام ١٩١٣ :نحن عرب قبل أي صبغة سياسية أو دينية.. وقد يتساءل البعض عن جدوى هذا البعد العربي ،أقول هو الضامن الوحيد في عدم التجزئة على أساس عرقي أو مذهبي .إن الانتماء إلى الفضاء العربي يشمل كل المكونات الإثنية ( العرقية) والمذهبية التي تقطن في الوطن العربي ، وهو عامل قوة في صراعنا الحضاري على جميع المستويات السياسية والإقتصادية والثقافية .يجب العودة إلى الحضانة العربية وتعزيز التعاون العربي المشترك وطرد جميع الغزاة من الوطن العربي ، سواء من دخلوا تحت غطاء شرعي من قبل أنظمة لاتملك هي أصلا نصاب شرعيتها ، أو بعدوان مباشر بحجة مكافحة الأرهاب الذين هم أنفسهم من صنعوه واستخدموه كحصان طروادة لتبرير إحتلاتهم ونهب ثروات البلاد واذكاء الصراعات بين أبناء المنطقة لصالح صنيعتهم اسرائيل .وأخيرا بكل ثقة أقول : إن الإنتفاضة الشعبية التي تشهدها ساحات الوطن العربي ، سوف تسفر على المدى ليس بالبعيد بطرد الغزاة من المنطقة والأنظمة العميلة لهم وتبني دولتها المدنية الديمقراطية الحديثة .

أ. مروان وردة 



شكرا لتعليقك