على قارعة الألم

على قارعة الألم

...................................

حالة طارئة من ألم شديد ألمت بي

وليس من عادتي التوجه إلى طبيب إلا فيما ندر ....

وفي الحالات القصوى الحمدلله ...

ولكن لم يعد بالإمكان السكوت أو انتظار الشفاء الطبيعي ...

بت أبحث عن الطبيب المناسب وذلك بسؤال لأقاربي ...

عدة أرقام حصلت عليها للتواصل مع مقار العيادات الطبية وأخذ موعدلأن الوقت في الإجازة الصيفية عادة يكون محسوباً بالدقيقة ...رغماً عني ...

-ألو ...صباح الخير ..

هل يمكنني حجز موعد لمعاينة أرجوها لديكم ..

- لا سيدتي يتوجب عليك القدوم وتسجيل موعد هنا في العيادة وبشكل مباشر ..؟؟!

وهكذا عدة محاولات فاشلة للأسف ..؟؟!

ذهبت صباح اليوم التالي إلى مقر العيادة المنشود وبالطبع كعادة لي قبل الموعد بربع ساعه ..طبعاً موعد افتتاح الدار لاستقبال المرضى ..

العيادة مغلقة وطابور من الأشخاص كلهم جاؤوا على موعد يرتجونه ...

أحسست بأني في مقابلة لعمل مهم وضروري ومن المفروض عليّ البقاء في المكان ابتغاء مستقبل زاهي ...

وأين هذا المكان في الشارع ...

بانت سعاد "الموظفة " لاستقبال وفتح المكان ؟؟!! أخيراً ...

وهكذا كل واحد فينا نعم بتسجيل تراتبي وعلى مقاعد الانتظار ...جلسنا !!

-متى يأتي الدكتور ؟؟!!

لا أعلم ؟؟! أجابت الممرضة ...

مرت ساعات ونحن جالسون نتبادل أطراف الأحاديث ...

ومن كثرتها وحيرتنا وصل بنا الأمر إلى حديث الطبخ المعتاد بين النسوة ..؟؟!!

مرّ الوقت وما كان مني إلا الانسحاب تاركة الجمل بما حمل ..

معتذرة من السكرتيرة وعى أمل العودة ربما..!!تركت المكان ...هكذاأخبرتها

لكنني لن أعود بالطبع ..

وبمحاولة من إحدى المريضات التي صعب عليها مجاراتي بترك المكان ..:

- إذهبي عزيزتي إلى بيتك حضري طعاماً وإن شئت عودي إلينا فنحن باقون ..

ضحكنا وألحيت على الجميع يشرفني حضوركم ...إلى دارتي ..

ما عدت الى تلك العيادة وغضبي يدفعني للجري مبتعدة .....بلا رجعة حزمت أمري ..

لن أصف لكم معاناة من يرتادونها لأمر علاجات ضرورية وملحة وليس بيدهم حيلة ولا أمر ..

فقد كانت معظمها مأساوية ..جراء الحرب التي اقتحمت أيامنا ....للأسف

ولم يكن بوسعهم ترك الجمل كما فعلت ..لأسباب كثيرة أحدها أنه طبيبهم المعهود ولا يحبون تغييره ...

بعد عدة أيام من ألمي الذي بات لا يطاق .. وبالصدفة حصلت على رقم طبيب ...

وبإمكاني التواصل معه شخصياً وترتيب موعد للعلاج!! وكيف ...؟؟!!!

فقط بواسطة الواتس أب ..

وتمّ الأمر بكل يسر .....

وسهولة والحمدلله ...

جزاك الله كل الخير دكتور وأكثر الله من أمثالك ..يارب

من أرشيف الذكريات .....

أمل ممدوح حيدر

الرابطة الثقافية المعرفية