pregnancy

التشبيك الاجتماعي في مواجهة الامتهان









التشبيك الاجتماعي في مواجهة الامتهان
.........................................................

تعيش المجتمعات الإنسانية ومجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص حالة امتهان كبرى من قبل كبار الطواغيت، يتحد في مواجهة الشعوب كبار طواغيت المال مع كبار طواغيت السياسة مع كبار طواغيت الكهنة ورجال الدين، يتحد كل هؤلاء لإبقاء السيطرة على الشعوب لحسابات خارجية امبريالية متصهينة في معظمها.
يحرك طغاة المال جاذبية مصطنعة لإعلاء الرجال والرجل المنتقى ونفخه إعلاميا كقائد مرحلة جديدة وبطل للتغيير المنشود، سرعان ما يكتشف ان لا قيمة تغييرية له وأنه يراوح في المكان.
بدوره يدعم طغاة السياسة أسيادهم الممولين ويردون الجميل بأضعاف مضاعفة فيصطنعون الأزمات ويفجرون الحروب فتدور عجلة الدم ومعها عجلة المال وينشق المجتمع فيظهر كبار اللصوص الأغنياء وبالمقابل تظهر الطبقة المسحوقة الملتصق جبينها بالرصيف الأسود.
يصفق رجال الدين لهذا وذاك ويتقأيون الفتاوى الباطلة الشريرة لتبرير الأفعال وتغطية الخطايا والحصول بالوقت نفسه على الهبات والترقيات، متسببين بمزيد من الزيف والتشويه للحياة الروحية والدينية في المجتمع، ومزيد من الهوة بين الإنسان وخالقه.

يستهدف الثلاثي المجرم عالميا مصالح ذاتية خاصة: إقامة في الفنادق، وجبات بحرية طازجة، رحلات عمل سياحية، تأمين صحي راق، تعليم جامعي للأولاد لم يسبق له مثيل، سهرات حمراء مع شبيهات نجوم هوليود. 
من أجل كل هذا تراق دماء الأطفال والنساء، تسرق الأوطان، تستباح الأعراض، تجتث الثقافات، تحرق النفوس وتقتلع الأرواح.
ينقاد هؤلاء (الأذكياء جدا) على المستوى الشخصي (الأغبياء جدا على المستوى المجتمعي والإنساني) وراء رغباتهم العمياء معتبرين الحياة محض صدفة ومحض فرصة عليهم اغتنام منها أقصى ما يمكن من قوة وتسلط ولذة.
والأعلى منهم رتبة أو نفوذا أو ثروة ينقادون خلف حفنة من الممولين العالميين الصهاينة لو التقوا معهم لم يعجبهم منظرهم ولا شخوصهم ولأدركوا أنهم أشخاص مثلنا ألهوا أنفسهم وأعمتهم عقيدة توراتية مريضة وظلامية عن كل جمال وبراءة.
تصبح الحياة مع هؤلاء جحيما لا يحتمل فقر مدقع وسحق اقتصادي خطير، مؤامرات إقليمية ودولية على أوطان مستضعفة، إهانات في العمل وفي الشارع وفي كل مكان، وظلم وتهميش وانعدام فرص، عوامل طرد هائلة من الوطن والتراب الذي منه نشأوا 
حقيقة كل هذه الخسارات بالتقسيط قد تفوق بكثير خسارة شخصية واحدة لحظة الموقف.
 تبقى الحياة وقفة عز وكرامة ونهوض لاجتراح المستحيل ولبناء ما ظن الجميع أنه مستحيلا. 
(الحياة ليست عادلة) هذه كلمات الصهاينة أو مصدقيهم
 (الخيانة وجهة نظر) لن تكون كذلك.
إذا أمعنا النظر في ذوات عيون بعضنا البعض فسندرك ذلك السحر الانساني العظيم وتلك النبضة الحلوة القادمة من الأعماق المليئة بالعنفوان والأمل .
يريدوننا أعين على بعضنا البعض أن يكون نصفنا أو أكثر جواسيس على النصف الثاني، يريدوننا أقزام خونة طامعين متخلفين متحالفين مع أعدائنا على دمنا.
يريدونا أن نكون غبارا أو قشبا في خابية، كيسا في مهب عاصفة.
 لكن دعنا من هذا كله، إذا قبلنا فقرنا ورائحة الأوجاع والإرهاق من بعضنا البعض، وتعبنا كله لا تسولنا، فستعاد أقنية الصداقة من جديد وتتفجر في اللحظة عينها ينابيع المحبة الصافية.
المعجزة أن نتكاتف من جديد أن تتشابك شرايينا قبل قلوبنا أن نلتهف لأن ننتصر جميعا لا فرادى؛ ونحن أصحاب المعجزات. 
التشبيك الاجتماعي بالإيمان والوعي القائم على العلم والمعرفة وحده القادر على تحويلنا من سكان إلى شعب، ومن شظايا إلى مطرقة تهدم أساطين الحقد والخرافة، ومن بقايا بشرية إلى إنسان كوني يخترق الواقع المأساة إلى الحلم الأجمل.

علي حسين الحموي

شكرا لتعليقك