في إطار الطرح التعاوني
في إطار الطرح التعاوني و الإهتمام به في الرابطة الجميلة بأعضائها و فكرهم المستنير , أود أن أطرح حلولاً لموضوع حضاري مهم استعصى حله في مدينتا الغالية لما لها من خصوصية و نزعة لماضيها و تشبث بما كان عليه الأباء والأجداد رحمهم الله .
و لو نظرت لقراها لرأيت آثار التمدن و المرونة و التعاون في أبهى صورها .
موضوعنا اليوم عن المبرات , و كنت التقيت صديقاً من عقارب أخبرني أنه توجد مبرة في ضيعة عقارب و هي لأهل القرية تعاونوا على بنائها , و يكلف العزاء فيها ألف ليرة سورية فقط كإشتراك على مدار ثلاثة أيام , هي فكرة بسيطة و لكن لو حسبنا تكاليف أي عزاء في سلمية لوجدنا أنه يتجاوز مئة ألف ليرة سورية كحد أدنى , و هذا هدر لموارد الأسر و خصوصا" الفقيرة التي تضطر للإستدانة من أجل العرف و العادات , ناهيك عن قطع الطرقات و المنظر الغير حضاري و البرد في الشتاء .
هذه الموارد المهدورة بالإمكان توفيرها لو تعاونت العائلات على بناء عدد من المبرات الطابقية . في كل حي من الأحياء , فمثلاً الحي القبلي له مبرتان أو ثلاثة , لكل مبرة طابقان , أي أربع أو ست مبرات , و عند العزاء يُعطى لأهل المتوفي مبرة واحدة للرجال و النساء معاً , و يتم ذلك بتقسيم وقت العزاء في المبرة الواحدة بين الرجال و النساء , فصباحاً حتى الظهر للنساء , و مساءً للرجال .
بهذه الطريقة أو بأفكار أخرى تماشياً مع الأعراف و العادات , يمكن إعطاء أهل المتوفي مبرتين , واحدة للرجال و أخرى للنساء , و فيما لو امتلأت المبرات في أحد الأحياء , يمكن جعل العزاء مشتركاً لمتوفي جديد إن حدث ذلك , خصوصاً في مثل هذه الأيام الحزينة , أو يمكن قيامها في مبرات أحياء قريبة بجو من التعاون المشترك و الوفاق .
هذا أمر من الأمور التعاونية الحضارية البسيطة و هو مطروح لآراء الأعضاء لإغناء الموضوع و طرح الأفكار . فلو تعاونا على الأمور العملية البسيطة ابتداء" , سنتعاون على ما هو أكبر من ذلك .
.
يامن خضور أسعد
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء