pregnancy

دعم الغرب الاستعماري لليهود في احتلال فلسطين











دعم الغرب الاستعماري لليهود في احتلال فلسطين

إن الجنين الصهيوني الذي حملته الحضارة الغربية نتيجة تزاوج رأسمالي أوروبي أمريكي وشيوعي سوفياتي ثم أنجبته طفلاً لقيطاً وأرضعته وربته وساعدته على الفساد والخراب والتدمير في فلسطين المحتلة والبلاد العربية ثم امتد تأثيره إلى أفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية حيث وصلت يد إسرائيل إلى كولومبيا لتدرب عصابات المخدرات هناك على القتل والتخريب والعنف... الاتحاد السوفياتي قدم الاعتراف الرسمي للدويلة الصهيونية وتعهد بتقديم الرجال بينما أوروبا وأمريكا قدمت المال والسلاح والدعم السياسي الدائم.. ( أمريكا التي أعدت ونظمت وتعهدت هجرة أربعة ملايين يهودي من روسيا إلى إسرائيل وما زالت تضغط بكل الوسائل على الطيران السوفيتي ليحملهم رأساً من موسكو إلى تل أبيب، ثم لاتكتفي بذلك بل تعلن من منابر الكونغرس أن القدس هي عاصمة إسرائيل- وكأن القدس مدينة خاصة تملكها- ثم تضغط على سبعين دولة ليصوتوا لإلغاء قرار مجلس الأمن بإدانة الصهيونية.. ثم تضحك على العرب بتصريح عبيط تقول فيه إنها لا تشجع على توطين المهاجرين في الأرض المحتلة... يا سلام على العواطف(1).
فمتى يأتي الوقت المناسب ليتم تحرير فلسطين من الدويلة الصهيونية الوحشية ثم تفرض التعويضات المادية والمالية والمعنوية على البلدان الغربية لأنها أنشأت ودعمت إسرائيل؟ 
إن الأمم المتحدة تقف عاجزة حتى على التنديد الكلامي ضد مجازر إسرائيل بل إن منظمات الأمم المتحدة كانت تساعد الصهاينة في ارتكاب المجازر كما فعلت في مجزرة قانا في جنوب لبنان حتى إن الأمم المتحدة لم تستطيع مجرد إرسال مراقبين دوليين بل الأسوأ من ذلك كانت عاجزة عن مجرد التحقيق في المجازر الوحشية العدوانية التي فعلتها إسرائيل في المدن الفلسطينية كما في مخيم جنين والخليل. ومن الأمثلة على جرائم الصهيونية الهمجية في فلسطين المحتلة سرقة إسرائيل للمكتبات التاريخية والمساجد والمدارس والجامعات...  فمنذ أن وقعت فلسطين تحت نير الاحتلال الصهيوني, بادرت الحركة الصهيونية إلى سرقة التراث الثقافي والحضاري في فلسطين, فقد سرقت مكتبات تاريخية مهمة من المدارس والكليات والمساجد, كما سرقت المكتبات الخاصة من منازل أصحابها, وحولتها إلى مكتبة الجامعة العبرية في القدس وغيرها من المكتبات, والشيء نفسه فعلته عام 1967, فقد سرقت غالبية مقتنيات مكتبة المسجد الأقصى المبارك, ومكتبة البديري, والمكتبة الخالدية, ومكتبة الكلية العربية, ومعهد المعلمين الريفي, ومكتبة أمانة القدس, وجميعها في القدس الشريف.  
إضافة إلى ذلك فإن سلطة الآثار الصهيونية يقوم عملها باستمرار على طمس المعالم الأثرية في فلسطين, وبذلك في محاولة منها لتقليل الدور الحضاري لفلسطين في بناء الحضارة العربية الإسلامية, وتضعيفه.
كما أن الحركة الصهيونية أدركت تهافت الشخصية اليهودية وإفلاسها حضارياً وثقافياً وأدبياً ولذلك اهتمت كثيراً بسرقة العادات والتقاليد والفلكلور الشعبي الفلسطيني ويتضح ذلك من خلال سرقة الملابس الشعبية, والأكل الشعبي, وفنون الغناء والدبكة, ومحاولة نسبتها لليهود.
إن محاولة الكيان الصهيوني تضييع التراث الثقافي والحضاري في فلسطين تتبع أهميتها من أن الحركة الصهيونية العالمية تسعى إلى تغييب هذا التراث بكل جزئياته ودوره في سيرورة الحركة الاجتماعية والعادات والتقاليد الخاصة بالشعب الفلسطيني, والتي تشكل السمات الخاصة المميزة للإنسان الفلسطيني في إبعاد شخصيته الاجتماعية والقومية.(2) .   
فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا  إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا  وَنَرَاهُ قَرِيبًا  (5-6-7 ) سورة المعارج

من مصادر البحث :
1- قراءة المستقبل، د. مصطفى محمود، مطبوعات أخبار اليوم، قطاع الثقافة، طبعة أولى، القاهرة، ص26- 27 . 
2-  دراسات استراتيجية, تصدر عن مركز الدراسات والبحوث الاسترايجية – جامعة دمشق – العدد ( 12- 13 ) 2004,رؤية حول دور كليات الآداب والعلوم الإنسانية في إثراء الهوية الوطنية والقومية والحفاظ على التراث العربي والإنساني: كلية الآداب جامعة القدس نموذجاً, د. مشهود الحبازي, ص 122- 123.

د.ناصر محي الدين ملوحي
شكرا لتعليقك