pregnancy

الإيمان ..والخوف من الفكر التقدمي









الإيمان ... والخوف من الفكر التقدمي  (3)
............................................................

هل الإمبرياليون حريصون على دين الرب حقا؟ 
هل هم يغارون على قلوب المؤمنين أن تشبها شائبة؟ 
كيف يستقيم هذا وهم من يروج للإباحية وللفساد الأخلاقي والقيمي ويهتفون في مراياهم الإعلامية بأن الحياة غير عادلة. يكفي أن هوليود وحدها نشرت عشرات الافلام ضد الأنبياء وضد النبي عيسى عليه الصلاة والسلام وهم من يدعون الإيمان به، نشرت هذه الأفلام بدعوى حربة التعبير عن الرأي والتفكير.
الأمر إذن ينطوي على أمر آخر غير الدفاع عن الدين، وهو بكل بساطة أن التقدميون في معظمهم، دينهم وديدنهم محاربة الإمبريالية العالمية ومحاربة الاستغلال الاقتصادي والمادي ومجابهة زمر العملاء التي تتحكم بمقدرات الشعوب وتسقطها في الفقر والجهل والتخلف ومن ثم الأمراض والحروب عندما تظهر اي بوادر نهوض أو تعاف.
هذا هو السبب الحقيقي.

 ونحن حينما نوجه رماحنا إلى هؤلاء فحقيقة نحن نقتل أنفسنا وأبناءنا لأننا نقتل نخبة من التغييرين المخضرمين فقط لأن عقائدهم لا تعجبنا !
إذن، أين الخلاف؟ حقيقة لا يوجد خلاف حقيقي في جوهر التيارين الديني المتنور والتقدمي غير المتطرف فكلاهما يزودان عن حق الإنسان في حياة كريمة وآمنة يسودها العدل والمساواة. ويكاد يكون من العبث الدفع بالعداوة بين التيارين المدافعين عن الإنسانية جمعاء.
إن موضوع الخلافات العقائدية هي موضوعات ربانية بحتة فالله تعالى فقط من يحاسب الناس على عقائدهم، فما ضرني إن كان زيد أو عمر يؤمن أولا يؤمن، صحيح الإيمان أو معتل طالما كان يحترمني ويحترم عقيدتي ويسعى معي في ذات الطريق وهو بناء الفرد والمجتمع على أسس إنسانية سليمة. فإذا كنا اختلفنا على ما في السماء فلنتفق على ما في الأرض. 
ما الفائدة في مؤمن مثلنا أو يشبهنا إن كان لا يتوانى لحظة عن استغلالنا ومخادعتنا . حقا إن إيمانه لم ينفعه ولم ينفعنا بشي. والعكس صحيح قد نجد من نظنه بعيدا جدا عن فكرنا وعقيدتنا أقرب إلينا في  اللحظة الإنسانية الحاسمة.

علي حسين الحموي





شكرا لتعليقك