pregnancy

آه يا شمس بلادي







آه ياشمس بلادي 

آهٍ ياشمس بلادي كم تشبهين الرغيف!!

صفراء أوراقي
مجعدة الحواف
مكحلة من أجفان الحريق
ياخريفاً جعلنا عرايا
يا يباساً في أصابع طفلةٍ
تحت الركام
يا يباس أقلامي
وأحلامي
كل الوجوه عجنها الأسى
ما من رئة 
إلا استوطنها دخان
احتراق الذكريات
كالفينيق أعيننا
حين نسير بين الركام
تبعث من تحت الرماد 
والأنقاض
الياسمين ومعالماً
للمساكن والمُحبين
آهٍ يا كل الراقصين
في الساحات
حجريةٌ عيونكم
غجريةٍ عقولكم
يا بلادي لايليقُ بكِ
هذا الموات
هاهو الماضي ينهض
يقشرُّ الأرض
يشرب الدخان بأجراس الكنائس
يشرب القهر والدمع
بأقداحٍ من عيون صغارنا
وكلما كاد الفقر والبؤس
أن يوحدنا
ألقت الحرب وَدَعَها
أموالاً
وتنبأت بالغيب!
بينما كانت من يصنعهُ
تعال لأقرأ لك الطالع
كما يفعل صناع الحرب
الفأر سيسيرُ من الوسط
إلى أقصى اليمين
نعم ويباسٌ في السنين
ودفقٌ في الحنين
وانفجارُ أنين
لكنهم من أحال الإنسان
فأراً..
ووضع قطعة الجبن
في أقصى اليمين
لا أرى شيئاً مخيف
كعقلٍ يحاصرهُ الرغيف
كان عاشقاً
وكانت المرأة أمّاً ،
أختاً ، عشيقة
جاء خريف البلاد
وهمس الذبول
في آذان الناس:
"إذا أردت إذلال رجلٍ
أذلَّ نساءه"
فامتطى نردَ الفتنة
والقتل والخطف
والأنثى أضحت
منشفة لجسدٍ مبللٍ
بالشهوة!
جثة نركلها..
مطفأة سجائر!
صراخ نساء (أعدائنا)
توازي زغاريد نصرنا!
أبواقٌ تمجد ذئبيتنا !
عاد إلى أهله منتصرٌ
الذئبُ فيه!
عاد إلى حبيبته
بشفاه ذئبٍ عريضة
سوداء
لاتكفيها 
لفرط اتساعها
قُبلة
هاهو عنقها القمحي
اللون
عسلي الطعم
كنايٍ
يمرر عليه
شفتيه لتصدح
ترنيم اللذة
وهاهو يتركها
إلى أخرى
فأخرى
لعقله ساقي جرادة
يثب بين بساتينٍ
من سيقانٍ و...
مَن كسر جمجمة
بنعل حذائه
يكسر وعداً
من رأى في القتل ذكورة
يرى في كثرة النساء
حوله ذكورة ًأيضاً
آهٍ ياشاشات التلفاز
كما في البيت 
أحواض أسماك
فيه أنتِ كأحواض
دماءٍ وأشلاء
لماذا كل هذا العمى؟!
كم من طفلٍ مغمض العينين
مفتوح الجراح
يغمضُ عينيه بشدة
وكأنه يريدهما أن تلتحما
ماذا رأى؟!!
أفاعي الدخان ترقص
وترتقي نحو السماء
كلما لدغت الأرض
قذيفة أو طائرة
جرّب ذات مرةٍ أن
ينزلق لهواً ولعباً
على قطعةٍ من سقف بيتٍ
تهاوى
لكن جثة عانقته
في نهاية المُنزلق
جعلته يدرك
أن اللعبة الوحيدة المتبقية
هي لعبة الاختباء
هل رأيت بَيضاً بشريّاً؟!
هل دخلت قبواً ما
لترى طفلاً 
تكوّر على نفسه
تكسوه قشرةٌ بيضاء
من التراب والغبار
هل رأيت بعد أن كسر
بيضويَّته
كم عيناه ملونة
لا ياعزيزي
لاتشعُّ الألوانُ فيها
أملاً
فحنجرته الصغيرة
تعلمت الأنين
قبل الأبجدية
ويداه عانقتا
كل سماوات الخوف
وقلوباً تركل الصدور
ذُعراً
وعندما عانق دمية ً
حاول من فرط جوعهِ
ذات ليلة
أن يأكلها
عيناه تبدوان
ساطعة الألوان
لأن كل ماحوله
تيمم بالنار والرماد
وهما تتوضآن كل يومٍ
بالدمع يفيض منهما
ويهطل من
سماء وجه أمه
آه..
عيوننا جراحٌ
رأت كلَّ الجراح
كلي منحوتة ٌ
من خلايا الذكريات
كفي ضمادٌ ، معولٌ للدفن
رافعةٌ لسقفٍ تهاوى
منديلٌ لوجه صغيري
الدامي
وسادة لخده الذي
حفره الجوع..
ذراعيَّ
طوق نجاته
من بحر الكوابيس
ضلوعٌ تحميه 
فهو قلبي
كفي دفتره 
الذي تعلم عليه
كيف يرسم اسمه
واسم البلد
كفي مظلة
حين يشتد الحر
وأصابعي مشطٌ 
حين تبعثر شعره الريح
آهٍ ياوجع الأمهات
آهٍ منك ياخريف البلاد
كيف تعرّينا
وتخرجُ أسوأ مافينا!
عادت نضرة أمامي الأوراق
أخضرٌ حيٌّ كناي
هو القلم
لكن من ذا يستطيع أن
يسكب
من يباس القلب!!

سامر منصور
شكرا لتعليقك