مرارةَ العويل
.............................................................................
عشرون عام وأنا أغتالُ نفسي وأبعد ببراءتي ذاكَ الحزن الذي شب بداخلي وهو يقتات من فلذة كبدي گرُحى الأيام أنطحن بداخله
أيُّها الحزن النازف من أين لك كل هذه الأصابع
التي تعبث بنفوسنا التوّاقة للفرح
ألم ترتعش أوصالُك يومًا ؟
طفلٌ اقتديت به الى حدِّ البُكاء
امرأةٌ غرزتَ وشاحكَ الأسود على وجنتيها
أيُّها الحزن المُسافر في دمي
إلى أين تأخذنا ؟
إلى شطآن بلا عودة
أم إلى مدينة مهجورة
لاحاجةً لي للفرح المُزيف فأنا لا أنتحِلُ الشخصيات
فرحٌ عابرٌ يشذبُ آنامِلي
حزنٌ يستوطنُ الفؤاد يُربكني
ابتسامة خلّابة تؤرقني
سماءٌ زرقاء تُهيم بعينيّ للنظر اليها
قلبٌ رقَ بالجوع والظمأ لرب الخلائق
أرواح مُتمردة تُهيم بي إلى أقاصٍ نائية
دعوةً قبل النوم تشفي جراحي
سكينة مملوءة بالتنهدات حياتنا
نتجرع من صمتنا لذّة الاصغاء والتمعن
نتأوّه تارةً، نُزفرُ مراتٍ عديدة.
أنا أؤمن بعبيرِ الوردِ إذ تقاطرَ على شفاه الصباح
أؤمن بالحبِّ الذي تقاسمهُ البُحيرة مع ظِلالها
أؤمن بأحجية الخلود والبقاء..
أؤمن بأن الحبّ الذي يرسم اللقاء من جديد
مابين شمسِ النور وفجر الصباح باقٍ
أؤمن بكلِّ ذاتي النورانيّة أن حُمرة الخَجلِ
الذي تعتلي شمسَ المغيب باقية، ستعود كلّ مساء
أؤمن بآلام أمي التي عبرتها في ولادتي
الشجرة التي تلفحها الرياح
تثبت جذورها في الارض أكثر وأكثر
وسعفُ النخيل الذي نتفيء بظلهِ يومًا
اعلموا أنّهُ لامسَ شفافية الهواء وحرارة الشمسِ
اصغو لأرواحكم الهائمة وقدمو قُربانًا لها
فهيّ لا تعود لكم قبل أن تتشظى من سكينة الاستكفاء ...
مهدي علي رستم
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء