pregnancy

مدينتي هذا المساء..








مدينتي هذا المساء..!!
(هتاف لسلمية .... من الذكريات..)

كم اشتقت إليك يامساء مدينتي المعطر بأريج الياسمين ،وروائح عطر الليل..اشتقت للمشاوير على دروبك ،وقد غطى الزيزفون حواشيها..اشتقت لبسمات الصبايا ،وهن يزرعن بمشاوريهن المسائية طريق حماه جيئة، وذهابا، عطرا ،وروائحا تفوح من بين النهود ..وتزغرد للمساء ابتساماتهن ..وتتورد من الحسن اللمى، والخدود..!!
آه ...يامدنتي دعتني اليوم صبية  من صباياك الشاعرات لحضور أمسية شعرية ..اعتذرت، وقلت:
ليس عندي قابلية لسماع الشعر، وأطفال بلادي يعيّدن في التوابيت..كتبهم ،ودفاترهم مبعثرة على الأرض مغطسة في برك من الدماء ،وعلى المقاعد بعثرت مهج، وأفئدة ﻻذنب لها إﻻ أنها تريد العلم في معاهد..لم تسور بغير سور المعرفة..!!
آه... يا مدينتي الدنيا عيد..وﻻتبدو عليك مباهج العيد..أناس يروحون، ويغدون ،ﻻيحملون غير التنهدات والحسرات..ﻻيحملون إﻻ الخو ف من الغد..!!
وأنا أتساءل: يامدينتي الصائمة على الشحيح من القوت ،والماء، والكهرباء..!!
أتساءل:أيكون غدك أفضل من موشحات ترتفع من سيارات فارهة..( اللهم والي من واﻻه، وانصر من نصره)وهنالك ..هنالك من بعيد مدائح وتكفير...  وتكبير..!!
آه.. يامدينتي الموحشة الغريبة حتى على أبنائها الذين هجروها وغادروا  مهجرين في أرض الشتات، مبعثرين في كلّ بقاع الأرض..!!
  آه.. يامدينتي الغالية  متى يكون الوطن في مسائك، هو هتافي الوحيد..متى..؟!
مشهد لشارع زينب هذا المساء..!!


أ.حيدر حيدر 
شكرا لتعليقك