pregnancy

تمارا









تمارا 


فتاة جميلة المحيا حنطية اللون ذو شعر اسود دائم التصفيف ،وابتسامة رقيقه تتناغم وجمال عينيها بنيتي اللون، أنيقة المظهر والهندام دائماَ، من اسرة ذات مستوى مالي واجتماعي مرموقين .
أتت الى المدينة لتدرس في احدى كلياتها ..لم تتقبل أسرتها العيش في المدينة الجامعية الخاصة بالطالبات ..فسكنت في دير للراهبات .. ولم يبخل عليها والدها بالمسكن والملبس وكل متطلبات الرفاهية . كانت أقرب صديقاتي، رقيقة الاحاسيس ، تميل الى شاب زميل لها في الكلية .. كانت تراه قريباً منها يعاملها بلطف ، برقة ويدافع عنها ..ولكنها لم تثق بعد إن كان تقربه هذا حبا حقيقياً أم انه صداقة عادية.. فهو لم يلمح لها عن حبه قط .. بالرغم من محاولاتها الدائمة التلميح له بذلك ولكنها لم ترى أي تجاوب منه ..
كانت تريد مني أن أساعدها على جس نبض هذا الشاب ومعرفة أحاسيسه اتجاهها.. هل هو خجلٌ من الإفصاح عن مشاعره تلك كون مستواها الاجتماعي أعلى من مستواه ، فهو من بيئة متوسطة الحال أما هي فمن بيئة ارستقراطية مشهورة في البلدة .
بالطبع رفضت وبإصرار هذا الموضوع محاولة التعبير لها عن حقيقة ما ألمسه عن تلك العلاقة ، فهي من وجهة نظري عبارة عن حب من طرف واحد.. وعليها أن تقتنع بذلك ..ولكن لا أمل .. فلقد كانت تحبه بكل جوارحها ....
تلك العلاقة الغير متوازنة بينهما ساهمت بتأخر(تمارا) دراسياً ، وهذا ما أثار قلقي حيث كانت تمارا بالنسبة لي صديقة حقيقية ولا أريد لها الا الخير.. وكان لا بد من حسم هذا الموضوع .. فإما علاقة واضحة أو نهاية حتمية... وتصرفت من نفسي وبدون استشارتها .
ففي يوم كانت فيه تمارا في زيارة لأهلها. أتخذت قراري بانهاء هذا الامر وكلمت صديق تمارا بحقيقة مشاعرها نحوه ومدى المعاناة التي تعانيها وتأثيرها على مستقبلها الدراسي ، وطلبت منه إن كان يحس بأي مشاعر اتجاهها فليعبر لها عن ذلك.. كانت ردة فعله متوقعة بالنسبة لي ، فقد تفاجأ بهذا الأمر...
الا أنه كان واضحاً تماماً حيث قال : أنا لا أكن لتمارا الا الأخوة والاحترام وحمية شباب البلد على بناتها .. أرجو أن تخبريها بذلك فلا أريد أن ألقاها بعد ذلك ، وانطلق راحلاَ.
تسمرت في مكاني ولسان حالي يقول هل أخطأت في هذا التصرف، أيستحق مثل هذا الشاب الذي لم يهتز له جفن ..أن تشقى صديقتي في حبه ..، ماذا سأقول لها عند مجيئها من الإجازه ؟؟؟.
وقفت حائرة بعض الشيء ومن ثم سرت في ساحة الكلية أفكر بما حدث ، وأخيراً حسمت أمري ، ورأيت تصرفي هو السليم فمثل أمور الحب تلك يجب أن تحسم مصلحة للطرفين ، فلا أمل باستمرار حب من طرف واحد لأنه يجلب اليأس والحزن لأحدهما .
عندما عادت (تمارا) لم أخبرها فوراَ بما حدث ، آملة أن يكون قد فكر بالموضوع ويبادر بالتحدث معها ، الا أنه لم يفعل ، حتى انه بدأ يتجنب لقاءها ، واستغربت تمارا ذلك، فأتتني لتخبرني عن ذلك.. ولماذا يتعامل معها بهذا الشكل؟
وهنا أخبرتها بحقيقة ما حدث..
كانت صدمة "تمارا" قوية.. استشاطت غضباً موجهة كلمات قاسيه لي..
حاولت أن أفهمها حقيقة تلك العلاقة وبأنه لا يمكن أن تدوم علاقة حب من طرف واحد ..ومثل تلك العلاقة ستدمرها ..الا ان انفعالها كان أقوى من أن تصغي لكلامي ..
لم أجبها حينها مدركة بأن ردة فعلها تلك أمراً طبيعياً ، وبأنها عندما تهدأ وتبدأ بالتفكير بشكل عقلاني ستدرك ، ان ذلك التصرف هو التصرف الحكيم لمشكلتها ، وان كانت ستتألم بعض الوقت لنسيان ذلك، لكنها بالنهاية ستشفى من هذا الحب الغير منصف بالنسبة لها .
ظلت تمارا منعزلة مع ذاتها لفترة ..لم تعد تخالط أحداً ..لعلها تحتاج فعلاً الى فترة استرخاء روحي ذاتي للتمعن بشكل عقلاني بمثل تلك العلاقة وجوانبها ...
بعد فترة ليست بطويلة.. عادت (تمارا ) لطبيعتها المرحة الجذابة ولمستواها الدراسي وعادت الى صداقاتها..
ولن أنسى تلك اللحظة التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر، عندما كنت في بوفيه الكلية أقبلت لتجلس الى جانبي . و لتقول لي :
(فعلا كنت على حق فحب من طرف واحد لا يمكن أن يدوم ..فلقد سمعت بأنه قد أعلن خطوبته على احدى قريباته ..لا أدري كيف وقعت بحبه انه لا يستحقني ..) كانت عيناها تمتليء حزناً وأسفاً ....أمسكت بيدها وقلت لها :
مبروك ..انت تمارا التي أعرفها والتي يجب أن تكون تمارا القوية والتي تعرف ماذا تريد ؟؟؟
ابتسمت ابتسامتها المعهودة الجميلة.. التي أعرفها وأدركت أن تمارا الرائعة عادت الي والى كل صديقاتها بروحها الطيبة ودفئها وحيويتها .
مها_الحلواني
شكرا لتعليقك