عصا أسكلبييوس
....................................................................................
كثيراً ما نصادف في حياتنا اليومية رمزاً مكوناً من افعى ملتفة على عصا وبشكل تلقائي ندرك المعنى المقصود من هذا الرمز دون اي تفكير حيث يدل على كل ما يخص المجالات الطبية والدوائية والعلاجية فما حكاية هذا الرمز وماذا يخفي؟
يسمى هذا الرمز عصا أسكليبيوس rod of Asclepius
و " اسكليبيوس "كان إلهاً للشفاء و الطب في الأساطير اليونانية القديمة .
تقول الأسطورة انه كان لإسكليبيوس 5 بنات وكانت كل منهن ألهة مرتبطة بجانب معين من الجوانب الطبية فكانت :
- هيجيا Hygeia الهة الصحة العامة والنظافة
- لاسو Iaso الهة الشفاء من الامراض
- أغليا Aglaea اله الإنجاب والصحة الإنجابية
- باناسيا Panacea ألهة الدواء والعلاج الكامل.
- أكيسو Aceso وتمثل الألهة المسؤلة عن عملية العلاج مرافقة لباناسيا.
كان اسكليبيوس Asclepius ابن الإله ابولو Apollo و وعشيقته كورونيس Coronis وقد كان أبولو ايضاً يُعرف بإله النبوة والشفاء والحقيقة والحكمة .
- تقول القصة أنه عندما كانت كورونيس حاملا بأسكليبيوس خانت ابولو مع احدهم وقد كان ابولو قد وضع غراباً ابيض لحراستها وعندما اخبر الغراب أبولو بالخيانة لعنه ابولو بحرق ريشه لأنه لم ينقر عين عشيق كورونيس عند اقترابه منها. "لهذا الشبب يعتبر الغراب أسود حسب الميثولوجيا اليونانية "
اما كورونيس فقد عاقبها أبولو بأن أرسل شقيقته أرتيميس لقتلها عن طريق حرقها في المحرقة الجنائزية و بينما كانت تحترق شعر أبولو بالأسف تجاه الطفل في رحمها فأنقذه من جثتها.
قام الحكيم شيرون بتعلم الطفل أسكليبيوس كل شيء عن الطب والشفاء والحكمة و بمرور الوقت أصبح أسكليبيوس ماهراً جداً في مجال الشفاء والأدوية لدرجة أنه تمكن من إعادة المريض من الموت.
شعر ملك الآلهة زيوس بأن نفوذه مهددًا بهذا التطور العلاجي لأسكليبيوس والذي قام بعمل خلل في التوازن بين الموتى والأحياء لذا قرر ضربه بصاعقة وقتله.
طلب أبولو أن يتم وضع أسكليبيوس وسط النجوم في مجموعة الثعبان المعروفة بأوفيوكوس Ophiuchus لهذا يرتبط، أسكليبيوس بالثعبان عند تمثيله .
انتشرت عبادة أسكليبيوس ونمت ولاقت شعبيةً كبيرة في القرن الثالث قبل الميلاد حيث توافد عدد كبير من الحجاج إلى معابده للإستشفاء و المعروفة بإسم أسكلبيون ليتم شفاؤهم من عللهم روحياً ومادياً والمميز دخول الثعابيين في تأسيس كل معبد للإستشفاء فقد كان المرضى ينامون في المعبد بعد ان يقدموا الصلاة للإلهة وتترك الأفاعي غير السامة تتحرك بحرية في غرف المعبد والمحظوظ منهم يزوره اسكليبيوس في الحلم ويقدم له العلاج المناسب وفي الصباح كان المرضى يروون أحلامهم للكاهن الذي كان يصف لهم الدواء الروحي والمادي .
"وهذه العادة موجودة بكثرة في مناطقنا وخصوصاً في سورية والعراق ومصر حتى اليوم والتي تسمى "بالكرامات" وهي خاصة بالاولياء الصالحين حيث ينام المريض في مقامات هؤلاء الأشخاص ونرى المئات من الرويات الشعبية الإسلامية والمسيحية عن اشخاص يزورهم اشخاص لهم قدسية يقدمون العلاج المناسب والشفاء لعدد من الأمراض المستعصية"
بالعودة للأفعى تم تفسير أهمية الثعابين بطرق عديدة في بعض الأحيان تم التركيز على خاصية التجدد بقدرتها على تغير الجلد والذي يمكن ملاحظته بالعمل الطبي حيث يمنح الطب للمريض حياةً جديدة في حين أن بعض الإفتراضات الأخرى تركز على الثعبان كرمز يوحّد ويعبر عن الطبيعة المزدوجة لعمل الطبيب الذي يتعامل مع الحياة والموت والمرض والصحة .
ومن المعروف ايضاً أن بعض المنتجات الطبية المستمدة من أجسام الثعابين لها خصائص طبية مستخدمة منذ أقدم العصور ويمكن ان تكون العصا هي عصا للمشي و المرتبطة بالأطباء المتجولين.
- يوجد، رأي آخر حول الرمز لايضرنا الإطلاع عليه والذي يمكن ان يكون هو الأصل :
تقول إحدى هذه النظريات و هي "نظرية الدودة" تعود هذه النظرية إلى بردية إيبرس حوالي 1500 قبل الميلاد وهي واحدة من الوثائق الطبية المصرية القديمة الأساسية ويصف فيها العلاج من دودة غينيا وهي دودة تعيش اسفل الجلد وتزحف تحته ويصل طولها احياناً الى متر وتسبب تقرحات مؤلمة خلال حركتها.
فكان العلاج من هذه الديدان الطفيلية بأن يوضع ماء بارد على احد التقرحات ليخرج رأس الدودة و تربط الدودة بخيط ثم يربط الخيط بعصا بالتالي تلف الدودة على العصا حتى يتم اخراجها وقد، يستمر اخراجها لإسبوع كامل وقد كان هذا العلاج شائع جدًا في العصور القديمة لذلك يعتقد الأطباء الذين كانوا يعالجون من الديدان على الأرجح أعلنوا عن خدماتهم عن طريق عرض علامة أمام منزلهم و هي عبارة عن دودة و عصا.
أمجد سيجري
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء