الريف ذلك المكان الرهيب حيث تمشي الدجاجات نيئة
الجملة هي عنوان لمقالة من كتاب ( كيف تكتب الرواية ) للكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز والكتاب عبارة عن قصص قصيرة صاغها المؤلف على شكل مقالات..... ومقدمات...... وسير ذاتية..... ونوادر .....في عالم الكتابة..وعلم الاجتماع ..وعرض ايضا لتجاربه الشخصية في مهنة الادب بشكل عام ...كتابة
...واطلاعاً...وصحافة..وبشكل ساخر...تدعو للابتسام ....وللضحك احيانا
-النص المذكور يستعرض التباين بالمفهوم لمواضيع عادية بين ( طفل المدينة. وطفل الريف ) وباختصار يعرض :
عندما اجري استطلاع على شكل استفتاء لاطفال المدن الاوربية الكبرى بسؤال
وهو : من يوصل الرسائل والجرائد - ويجلب الخبز والحليب ....ويصلح اعطال شبكة الهاتف والكهرباء والماء...الصغرى...ويجمع القمامة...فكانت الاجابات
انه البواب....؟
وعن حياة الريف ومايتعلق ويحيط بها..
هناك جهل وعدم معرفة ولهم الحق في ذلك حيث يكون تبرعم وتفتح زهرة اشبه بمعجزة الخلق .فليس مستهجنا من طفل يعيش في بناء من عشرات الطوابق يمضي وقته امام التلفزيون لايخرج من منزله الا للمدرسة في حافلة .
ويقضي اجازة الشتاء في منتجع ثلجي . والصيف على شاطئ مزدحم . ان يجهل ساعي بريد وموصل الحليب والخبز . وورشة اصلاح الهاتف والكهرباء
والماء .
لم تتوصل طرق التربية الحديثة ولاوسائل الاعلام المتنوعة وغير ذلك من ايجاد
حل لهذة الشكوك . ولهذا تجبر بعض المدارس الفرنسية تلاميذها على اتباع دورة
خاصة للاطفال للعيش في الريف ولمدة شهر . في الهواء الطلق وبعنين مفتوحتين بحيث يتعرفون على النصف الاخر من العالم الذي لايتيح لهم النصف
المتحضر رؤيته . حيث يمكنهم رؤية الحيوانات تسير بشحمها ولحمها . وسيبتهجون بجمع بيض الطيور والسير في الطرقات الترابية الموحلة بمفردهم....
انتهى عرض السيد ماركيز ...
منذ مايقارب الثلاثين عاما....تضمن احد اعداد مجلة العربي الكويتية نقل لدراسة
عن اطفال المدن الاوربية الآنفي الذكر .....فكانت قريبة لما قدمه ماركيز .
وقد تم تشبيه تلك الاطفال بأكياس البطاطا فطالبت تلك الدراسة المدارس واولياء امورهم بأن يذهبوا بهم الى الطبيعة ..... وللغابات ....... ليمارسوا رياضة المسير ويتسلقوا الاشجار وليكتشفوا بعض المجهول عن حياة قسم هام من المجتمع..... ولبناء اجسامهم ..... ولاكمال معلوماتهم وبشكل ميداني وذاتي...
فما اعددنا نحن لاطفالنا لنؤهلهم ليواجهوا الحياة.....
..............الى البراري الواسعة ايها الاطفال انها الحياة..........
إعداد :أ.رضوان كنعان
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء