pregnancy

الأطفال يمكنهم اكتساب 4 لغات قبل سن خمس سنوات






الأطفال يمكنهم اكتساب 4 لغات قبل سن خمس سنوات 
..............................................................................


الأطفال يمكنهم اكتساب 4 لغات قبل سن خمس سنوات
دون تعرضهم لمشاكل في التفريق بين اللغات 
تجربتنا الشخصية:
خلال سعيي للحصول على درجة الماجستير في تعليم العربية للناطقين بغيرها. انعكس ذلك على ابنتي الكبرى عندما ولدت وقبل الولادة على ما أذكر. كنت أشغل خلال حملي وخصوصاً في الشهور الخمسة الأخيرة القرآن والموسيقى والأغاني والأفلام بصوت عالٍ، أو أضع سماعات الحاسوب على بطني حتى يصلها الصوت. ومن جرّب هذا سيلحظ تفاعل الطفل منذ وقت مبكر مع هذه الأصوات. تقريباً استمعنا للعربية والإنجليزية والإسبانية والأوردو على ما أذكر.

ثم بعد أن ولدت ومنذ الأسابيع الأولى كنت أركز على القرآن والموسيقى، وأتبعتها شيئاً فشيئاً بالأغاني الإنجليزية المخصصة للأطفال وفيديوهات تعلم الحروف والمفردات البسيطة. ماذا يفيد كل هذا؟ ما يحدث هو أن هناك أجزاء من دماغ الطفل إن لم يتم تفعليها قبل سن معينة فهو لن يستطيع الاستفادة منها لاحقاً، غالباً ما تتعلق بالتركيبات اللغوية والقواعد أي النحو والصرف والتذوق الصوتي وليس المفردات. ويعتقد أن بعض هذه القدرات اللغوية تتوقف عند سن معينة ولا يمكن للإنسان استغلالها بعد ذلك. لذلك من المهم أن نقوم بمحاولة تفعيل أكبر قدر من هذه المستوعبات اللغوية بالتعرض لتراكيب ونظم لغوية مختلفة بما في ذلك اللغة العامية واللغة الفصيحة والإنجليزية وغيرها.

عندما بدأت ابنتي الكلام بدأت كأي طفل بدأت بالأصوات لتعبر عن حاجاتها شيئاً فشيئاً بدأت تردد بعض المفردات، وقد لاحظت أنها التقطت المفردات بالنطق الإنجليزي بداية كما كانت تسمعه في المادة التي وفرتها لها، حتى وإن سمعت مني نطقاً مختلفاً. في حدود ستة أشهر كنت قد بدأت أقرأ أجلس معها ونشاهد "حكايات القمر" على قناة براعم للأطفال 

ثم بدأت أشتري كتب المفردات المصورة للأطفال، مثل الألوان والأشكال والحيوانات، وقد كان نشاطها المفضل أن تقرأ كتاب الحيوانات مراراً وتكراراً، مع تقليد أصوات الحيوانات في كل مرة، وقد كان أول ما اكتسبته القدرة على تسمية الحيوان بالفصحى وأداء صوته. وفي الألوان كنا نكرر اسم اللون ثم نبحث عن الأشياء في البيت التي لها نفس اللون (استخدام مباشر للغة)، كل هذا بالفصحى.

شيئاً فشيئاً بدأت أحكي لها قصصاً عن الحيوانات أختلقها، يمكن استخدام قصص الأطفال القصيرة جداً المتوفرة في السوق أو على الإنترنت، وغالباً ما تكون مقسمة حسب العمر. عندما بدأت ألاحظ أنها اختارت العربية الفصيحة بدلاً من العامية كلغة أم (نعم هي التي اختارت ولست أنا من فرضت عليها الحديث بها) بدأت أبادلها الحديث بها ووالدها كذلك قدر المستطاع، وغالباً ما نخلطهما معاً.

ثم بدأت أزيد من المحتوى الذي تتعرض له يومياً، مع بداية العام ، نسأل الطفل ماذا يقصد فلان بهذا؟ ماذا حدث هنا؟ لماذا حدث هذا؟ بحيث لا يكون مجرد تلقي سلبي للمادة، وهو الأمر الذي ينفر من قضية التعرض للتلفاز.

كما أجد أنه لا يجب السماح ببرامج أطفال مثل الرسوم التي تنتشر هذه الأيام بالموسيقى الصاخبة والمحتوى الفارغ، للأسف هي المنتشرة. فقط البرامج والرسوم التي يكون المحتوى والعرض على قدر من الهدوء والتعمق،وتعرض لغة عربية سليمة.

الفكرة الأساسية هنا هي أنه على الأهل أن يكون لديهم روح مبادرة ومسؤولية فلا يتركون للتلفاز أن يختار ما يتلقاه أطفالهم، 

والقرآن لا ينبغي أن ينحصر دوره في القراءة والحفظ فقط، بل نحكي لهم القصص القرآني ونتكلم معهم عن أسماء السور، ونفسر لهم المعاني ونشاركهم مشاعرنا تجاهه وننوع لهم في القراءات وطول السور. الأطفال يقدرون الجمال ولديهم ذائقة نقية راقية نحن من نحافظ عليها أو نفسدها.

أخيراً، فيما يتعلق بالكتابة فلم أبدأ مع ابنتي ممارستها إلا من خلال الألعاب ثم أحضرت لها التدريبات المتوفرة على الإنترنت بسهولة ونقوم بحلها أيضاً في صورة لعبة، وأقدمها لها على أنها لعبة. فقط الآن عندما بلغت الخامسة بدأنا نشرح مفهوم القراءة والكتابة والأصوات والحروف التي تعرفها وكيف أنها مرتبطة وكيف أن الكتابة ستجعلها تتمكن من قراءة كل الكتب التي تحبها طوال اليوم، بحيث لا تشعر أن الكتابة والقراءة مسؤولية ثقيلة بل نشاط تكتسب من خلاله مهارة تستفيد منها
مختارات مهمة من مقال
لأحلام مصطفى كاتبة وباحثة
شكرا لتعليقك