ميخائيل نعيمة ـ 1889
..............................................................................
لعلنا لانغالي إذا قلنا إنّ ميخائيل نعيمة , قد سبق معظم أدباء الرمزية العرب في إنشاء أدب رمزي فيه كل عناصر الرمزية التي صار إليها شعراء رمزيون كبار أمثال : سعيد عقل وبشر فارس وخليل حاوي وغيرهم من روّاد الشعر العربي الحديث .
فقد نهل من معين الأدب الغربي دونما واسطة , واغتذى بمداد الفنون والثقافات الغربية والشرقية على السواء , ماجعله يدرك أسرار الحياة وكوامنها في الوقت الذي بقي عدد كبير من معاصريه على شاطىء الحضارات والثقافات الغربية الحديثة .
لقد ترسّم كثيراً من خطوط الرمزية ودوائرها , ونفذ إلى عالمها وبخاصة في نتاجه الشعري والنثري المُبكر . ففي قصيدة " أوراق الخريف" التي نظمها سنة1921م يتخطى مظاهر الطبيعة الموسمية إلى حقيقة الوجود الإنساني , الذي يمثل قطب الوجود الكوني بحياته وموته :
تناثري تناثـــــــــــــــري ....يابهجة النظــــــــــــــرْ
يامرقصَ الشمس ويـــــا .....أرجوحة القمــــــــــــرْ
يارمز فكرٍ حائـــــــــــرِ .....ورسمَ روحٍ ثائـــــــــر ِ
ياذكر مجدٍ غابـــــــــــرِ .....قد عافك الشجـــــــــــرْ
تناثري ...........تناثري
وتدور دورة النفس في الصورة الشعرية , ويخلق الشاعر من رمزية التناثر , رمزية أخرى هي التلاقي على ظاهر الثرى , أي العناق والإتلاف في مصير واحد :
تعانقي وعانقــــــــــــي ..... أشباح مامضــــــــــــى
وزوّدي أنظــــــــــــارك ِ.....من طلعة الفضـــــــــــا
هيهاتَ أن هيهــــات أن .....يعودَ مامضــــــــــــــى
وبعد أن تفارقـــــــــــي .....أتراب عهدٍ سابــــــــــقِ
سيري بقلبٍ خافــــــــق ....في موكب الفضــــــــــا
تعانقي ..................تعانقي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء