الروايات الانكليزية . " مرتفعات وذرنغ "
....................................................................................
(مرتفعات وذرنغ) مثل بقية الأعمال الفنية الأعظم , مشخصة وعامة في الأخوات برونتي , ولأن إميلي بشكل خاص قُدّمت لنا غالباً وكأنها شبح محاطٌ كلية بأرض بور لانهاية لها , مقطوعة عن أي شيء في هذا المجتمع البشري , لاعلاقة لها بزمنها وإنما بالأبدية .
في ( مرتفعات وذرنغ ) نجد انكلترا عام 1847 والأعوام السالفة والناس الذين تقدمهم يعيشون في يوركشاير وليس على أرض مستحيلة وهي لاتتناول الحب في المجرد , وإنما عواطف الناس الأحياء الذين لديهم ملكية , وجاذبية المسرات الاجتماعية , وترتيب الزواجات , وأهمية التربية , وصلاحية الدين , والعلاقة بين الأغنياء والفقراء .
وليس ثمة شيء غامض في الرواية , وإذا تحدثنا عن خاصيتها العنصرية , فلأن عناصرها ولأن الطبيعة مستدعاة بإيقاع تغير بطيء إلى درجة لايمكن التقاطها في مدى عمر الإنسان القصير .
لاتتعامل إميلي برونتي بالأفكار , بل بالصور , بمفاهيم ذات دلالة , وأصالة على صعيد مختلف عن التفكير المنطقي . تعطينا الجملة الافتتاحية من العقد الاجتماعي مثالاً : " ولد الإنسان حراً , لكنه يرسف في الأغلال أينما كان " , الجملة الأولى مجرّدة والثانية رمزية , وإن تأثير الثانية على خيالنا أعظم من تأثير الأولى .
إن ( مرتفعات وذرنغ) رؤيا لما كانت عليه الحياة عام 1847 إنها رغم كونها رؤيا للحياة , كل الحياة, كتاب محكم البناء استطاع أن يحلّ بعناية المشاكل التقنية لتقديم الموضوع والشخصيات .
طيّب الله أوقاتكم بالخير
سلمية 9/ /7 /2019 .
ظهير الشعراني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء