عروبي_وليس_سامي
...................................................................................
من الأهمية هندسة وصياغة المصطلح الثقافي والفلسفي الإعلامي والسياسي والدولي بحيث يحقق أهدافنا الاستراتيجية العربية على المستوى البعيد والقريب، المصطلح المناسب مفتاح الأفكار ومحدد طرق وجودة الحوار، وهو معيار لموازنة الأحوال ورصد الأفعال وفقه ونقد المواقف ..لمعرفة صدق وتلفيق الاقوال .
( مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )
فالقادة الأوروبيون وفي الدول الاستعمارية الإرهابية يصرحون في المؤتمرات الصحفية بأنهم ينشرون الحرية والديمقراطية ويحترمون حقوق الإنسان في العالم ويكافحون الإرهاب .. ولكن هذه المصطلحات والأقوال الغربية والأمريكية يكذبها الواقع والتاريخ والحاضر فهم ينشرون الفساد والدمار والخراب والفوضى الكارثية في الأرض ويكفينا دليلاً بأنهم أول من استخدم السلاح النووي في التاريخ وهم الذين جعلوا القرن العشرين أكثر دموية ووحشية وإرهاب في تاريخ البشرية، وعولموا شريعة الغاب والأنياب وهم يمتصون وينهبون خيرات البلاد كالطفيليات المرضية ، وهم الذين يدعمون ويصنعون كل مجرم ومستبد ومستكبر وإرهابي يحقق مصالحهم في إذلال البلاد وتدميرها واستغلال العباد وقتلهم وتشريدهم وسرقتهم ..ومع ذلك يجب معاملتهم بالحوار الهادئ والسلوك الأحسن..لأن قيمنا الدينية والأخلاقية تجعلنا أن نترفع ونسمو على سلوكهم المريض فالحضارة الغربية مريضة وعلاجها بالحسنى فريضة.
إن للمصطلح تأثير فعال في تكوين الرأي العام المحلي والعالمي من خلال كثرة تداوله إعلامياً لاسيما عند وجود عوز في الثقافة وفقر في تفعيل التفكير النقدي في حال غياب امتلاك منهج الشك والتجريح والتعديل لما يعرض إعلامياً محلياً ودولياً فلا يمكن قبول أي فكرة أو رأي إلا بإتباع القانون القرآني العلمي الخالد وهو :
( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين ) (111) سورة البقرة
ومن المصطلحات الخاطئة أيضاً والمتداولة مصطلح الشعوب أو اللغات السامية، وإن تعبير سامي هو من وضع المستشرقين الأوروبيين بقصد تزوير التاريخ العربي البعيد وهم اعتمدوا في هذا المصطلح على توراة اليهود الذي يضم معظمه مجموعة من الأساطير والخرافات ويحتوي على مفاهيم عنصرية دموية تخالف العقل والشرع وتعارض المنطق العلمي وتعاكس الهدف الإنساني النبيل، ثم أين هي الوثائق التاريخية كالرقم التي استنتجوا منها أن اسم أولاد النبي نوح عليه السلام هو سام وحام ويافث..
ثم كيف يبني المستشرقون الأوروبيون الحاقدون مفاهيم فكرية على كتب تاريخية مزورة ومحرفة باعتراف اليهود أنفسهم؟ فهناك أكثر من كتاب يطلقون عليه اسم التوراة،كالتوراة العبرانية، والتوراة السامرية والتوراة السبعينية اليونانية..وكل توراة تختلف عن الأخرى من حيث عدد أسفارها وأسلوب كتابتها ومنهجها الديني والعقيدي وتنوع خرافاتها وأساطيرها .. وجميعها يدعى أصحابها أنها صحيحة وما عداها كاذبة وخاطئة ، وهنا نقول حسب القاعدة الفقهية والعقلية ما بُني على باطل فهو باطل، إن حاخامات اليهود الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تدوين ( العهد القديم ) نسبوا ( لتوراتهم ) كل ما أخذ من آداب وفنون المنطقة العربية والكنعانية حتى أنهم سرقوا خرافاتهم وأساطيرهم أيضاً ولكنهم أضافوا إليها نزعتهم العنصرية والعدوانية واللصوصية والوحشية .. وعندما نزلوا أرض كنعان جعلوا لغتهم لغة كنعانية، ولكن الوثائق التاريخية والرقم الآثارية تؤكد أن مصطلح (سامي) خاطئ فكل ما يتعلق بالأبحاث التاريخية حول نشأت وهجرة وتطور ومصير الشعوب والحضارات والثقافات كانت في المنطقة العربية كالهلال الخصيب وبلاد ما بين النهرين.. وبالتالي فهي تخص أجداد العرب ..ومن هنا فالمصطلح الصحيح والذي يقترب إلى الدقة العلمية والبحث التاريخي هو الشعوب أو اللغات العروبية وليست السامية ، ومن الخطأ المنهجي الاستراتيجي استخدام قاموس المصطلح الغربي وليس قاموس المصطلح العربي أو الإسلامي، وها هي وسائلنا الإعلامية تردد بلا فهم ولا نقد ورصد وبحث.. ما يصدر الغرب من مصطلحات كاذبة ورديئة.. يوماً بعد يوم، فالوطن العربي يصبح شرق أوسط وشمال افريقيا، والكيان المغتصب يصبح دولة (إسرائيل ) والأرض المغتصبة تصبح أرض ( إسرائيل ) ..وتدمير وتخريب ونهب وصنع مستنقع الإرهاب والإجرام والتشريد والمرتزقة الانجاس من كافة الأجناس..من قبل الاستعمار الأميركي في قارة الهنود الحمر وأسياده وأذنابه ..يسوق كل هذا التوحش وهذه الفوضى الكارثية العدوانية ..تحت مصطلح خبيث وهو مكافحة الإرهاب ..وهم قاموا به وطبخوه ونفذوه ..فيجب أن يكافحوا أنفسهم بأنفسهم ..والصحيح: مصطلح الإرهاب المعولم الأوروبي الأميركي الصهيوني ..
«يسمح بالنقل والاقتباس للاطلاع والدراسات والأبحاث الثقافية والنفسية والتربوية والعلمية والطبية والمستقبلية.. بشرط الاشارة إلى المصدر بشكل دقيق وموثق، ويمكن تحميل الكتاب كاملاً من موقع ملوحي_للأبحاث أو مجموعة كتب_قيّمة في موقع عزم العرب على الفيسبوك..»
للتوسع:
-----------------------------
1- تاريخ سوريا الحضاري القديم ، الجزء 1 (المركز) والجزء 2 (دار الشرق للنشر) ، د.أحمد داوود ، دار الصفدي للنشر ، دمشق ،ط3،عام 1425-2004،وفيهما الوثائق والأدلة والبراهين والرقم ..التي تؤكد كيف ركب وزور ولفق الغرب المريض ،التاريخ الحضاري الإنساني ..حسب مزاجه الاستعماري الإرهابي ،وقد اعترف بعض الباحثين الأوروبيين بذلك ومنهم :ول ديورانت ،في موسوعته ،قصة الحضارة لاسيما الجزء الأول من المجلد الأول..
2- الكتاب والتوراة، عندما باع الحاخامات موسى عليه السلام، د. حسن الباش، دار قتيبة للنشر، ط 1 1425هـ- 2004م، ص 5- 8 .
3- اللغة العربية مصدر اللغات العالمية، المستقبل للغة العربية ،
د. ناصر محي الدين ملوحي، دار الغسق للنشر، سلمية – سورية ،( ق.ط ) .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء