pregnancy

لماذا لا نقرأ؟؟!..







لماذا لانقرأ ؟
......................................................................................

يشتكي كثير من المثقفين من تخلف القراءة في البلدان العربية والمسلمة ،وغالبا مايرددون:  "أمة إقرأ لاتقرأ "،أو ينقلون معدلات القراءة في الدول المتقدمة بالمقارنة مع دولنا المتخلفة ،وهذا يبعث على التساؤل عن اسباب تأخر اهتمامنا بالقراءة ؟

ولعل من أهم أسبابها بروز عقلية منسحبة من الحياة (ومنظر لها دينيا ) ،حاربت العلم والفلسفة مدعية أن العلم الضروري والنافع هو فقط في الكتاب والسنة ،انتشرت مع الاضطرابات السياسية في نهايات الحكم العباسي .

ومن الطريف أن أذكر موقفا لي حصل مع صديق ،إذ وقع نقاش مطول بيني وبينه حيث يقول أن الإنسان عليه أن ينزوي للعبادة ،ويتفرغ للصلاة والدعاء ،وعندها ستصبح كل أموره بخير ،قلت له يعني ألا ينبغي أن نعد العدة لأعدائنا أو منافسينا ،ونسعى للتفوق عليهم أو التوازن معهم علميا وتكنلوجيا وتسليحيا وغيرها ،وكان جوابه أن هذه الأمور لاطائل منها ،وأن العبادة (بمفهومها الضيق ) كفيلة بحل كل مشاكل الإنسان .

هذا المسكين يتخيل أن هناك معجزات ستحل للناس مشاكلهم إن انقطعوا للعبادة والذكر في حين أن مفهوم العبادة أوسع بكثير مما يظن ،وهو يشمل الفكروالعلم وإعداد القوة بكل جوانبها ،واكتشاف أسرار الكون والطبيعة وآيات الأنفس والآفاق .

ومن أسبابها انشغال قسم كبير من المثقفين بكتابات لاتمت للواقع بصلة ،وتحمل أفكارامستوردة لاتتلائم مع مشكلات البيئة ،وبالتالي فقدان ثقة الناس بهذه الكتابات .

وكذلك معضلة صعوبة العلوم،فغير المختص لايستطيع المطالعة في الكتب العلمية بأنواعها ،وحتى المثقفين والمختصين يجدون صعوبة في بعضها ،وكان من المفترض أن يتم العمل على تبسيط العلوم للعامة بشرط أن تكون مفيدة لهم وتساهم في حل مشاكلهم على كافة الأصعدة .

ومن أهم تلك الأسباب فقدان الكثير من المثقفين لدورهم الرسالي في المجتمع ،وانشغالهم بالترف الفكري ،أو تكرير نفس الكلام السياسي أو الديني (الممل)الذي يقال يوميا وبنفس الأساليب والذي أسميه عملية علك المعلوك .

مما يؤدي إلى النفور  من القراءة والثقافة عموما وكذلك فقدان الثقة بالمثقفين وقدرتهم على حل المشاكل وتقديم الرؤى النافعة .

فإذامعرفة هذه الأسباب مسألة حيوية لمن يرغب أن يكون مؤثرا في المجتمع ،أو يساهم في تنمية الاهتمام بالقراءة ،والتي هي عصب الفعل الحضاري والتقدم والفاعلية الاجتماعية .

حسام ناصر خلف
شكرا لتعليقك