pregnancy

الخان





" الخان 
.......................................................................................
لعدم معرفة الناس من بدايات القرن العشرين، بالفنادق ودور الاستراحة المعروفة حالياً، فقد #شيدت_الخانات لتكون « نزلا للتجار والمتسوقين ومخزنا في الوقت نفسه للبضائع والمواد التي يتاجر بها » وعلى هذا، فقد تنوعت هذه الخانات بحسب المواد التي تخزن وتعرض فيها، فهناك "خانات للاقمشة" و "أخرى للتتن" و "ثالثة للشاي" و "رابعة للصابون" و "خامسة للمواد الغذائية المختلفة" وهكذا... 
• ولا غرابة ان نجد هناك دوراً كانت معدة للسكن وهي غالبا ما تكون قريبة او مجاورة للسوق او المتجر ، قد اتخذت مخزنا للبضائع بعد ان غادرها ساكنوها. 

{ فما معنى الخان؟ }
- في وصف لاحد الاثاريين عن الخان قال : 
#الخان، تحريف لكلمة #حانوت_بالارامية المشتقة من كلمة ( #حنة ) العبرانية والتي معناها : « خيم ، واقام، و نزل، و حل » ويحمل اسم خان ، الحانوت او مالك الحانوت. 
- ويخالف هذا الرأي المؤرخ #زهير_القيسي حيث يخبر بان أصل كلمة خان ليس أعجميا – كما يقول البعض – فهذه الكلمة انحدرت من مفردة عربية اصيلة هي كلمة ( #قين) اذ نجد هذه المفردة في "لغات سامية قديمة" بمعنى ( #الحداد) في عربيتنا، ونجد كلمة ( قين ) في #اللغة_الاشورية بمعنى الملك كما في اسم (#شروقين) المتداولة بصيغة #سرجون، والحقيقة ان ( قين ) كان #إلهاً_معبوداً من الهة الشعوب القديمة وهو" الاله المختص بالبراكين والنار والحديد" ومن هنا اخذته العربية بمعنى الحداد ، وتطور استعمال كلمة قين من مفردة، واستعمالها بلفظها الخاص. 

 وصار المغول والفرس والترك وغيرهم من الامم يطلقون على الملك والسلطان لقب (الخان) وهو تحريف لكلمة (قين)... واطلقت التسمية (الخان) على الفندق او المنزل او المحطة في الطريق السلطاني، فكأنهم أرادوا بذلك ان هذا الموضع هو موضع السلطان أو مستراحه او (محطته) او لجنوده وبريده ، ثم انتشر استعمال كلمة خان بالمعنى المألوف في اللهجة العراقية. 
- وأية كانت اصل تسمية الخان بهذا الاسم، فقد أقيم في بلاد الرافدين الكثير من الخانات ولم يبق منها إلا القليل بسبب تهدمها واندثارها وتغير طرق المواصلات وابتعادها عنها وظهور وسائط النقل الحديثة. 
- وقد ورد ذكر اول خان أنشئ في ترنيمة خاصة للملك #شولكي ثاني ملوك سلالة #اور الذي حكم ( 2094 – 2047 ) ق.م. 
* أما الخانات المشيدة في العصور الإسلامية، فقد أشار ياقوت الحموي الى وجود خان يعرف بخان (#وردان) كان موقعه شرقي بغداد يعود الى العصر العباسي الأول، وذكر اليعقوبي المتوفي سنة ( 384 ) هـ خانا في بغداد كان يعرف #بخان_النجائب، وهناك احصائيات تشير الى وجود ( 98 ) خاناً في القرن السابع الهجري.  
- يقول المرحوم "الشيخ جلال الحنفي" : "في قديم الزمان ( من زمن نوح )، كانت الخانات محطة استراحة يأوي اليها المسافرون ، وكانت مراكز يستأجر فيها التجار مساحة من الارض تسمى (#حجرة)، لذلك نرى في كتاب ( الف ليلة وليلة ) ان فلانا استاجر حجرة في الخان. 

 والخانات موجودة في شتى أنحاء العالم العربي يطلق عليها اسم ( أوتيل)، حتى ان ابن_زريق_البغدادي الذي ذهب الى الأندلس ، توفي في الخان ، و وجدوا تحت وسادته قصيدته الشهيرة والتي مطلعها : 
{ لا تعذليه فإن العذل يولعه     قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه }
- وكان في بغداد كما كان في غيرها من المدن عدد كبير من الخانات الكبيرة التي تحمل اسماء كبار تجار البلد." 
ويقول الاستاذ ( ربيع محمود سامي ) مدير عام هيئة الاثار والتراث الاسبق : "جرى الاهتمام ببناء الخانات التي استخدمت كمحطات استراحة وتبادل تجاري.."، 
وبشيء من السخرية يجيب "المرحوم الشيخ جلال الحنفي" : "ان هيئة الاثار والتراث خربت الخانات وهدمتها واساءت اليها من دون ان تعيدها كما كانت عليه ، أعتقد أننا هنا لا نحمي التراث ابداً ففي الاماكن التراثية ، ومنها الخانات التي أعادت صيانتها هيئة التراث ، لا تمت للبناء التراثي بصلة ابداً، فهم يستعملون مواد بناء لا تشبه ما كانت تبنى به، قلنا لهم ان يفرشوا ارضها (بالحجر الفرشي) كي تصبح تراثية مئة بالمئة لكنهم يضعون آراءنا خلف ظهورهم ويفرشون الارض "بالكاشي" وهو امر محزن حقاً، وهناك الكثير من الامور في الصيانة ليست لها علاقة بالتراث.
.................
منقول
شكرا لتعليقك