pregnancy

أم الفوز ..ضياء بقلم الأديب الدكتور حسين الحموي





أم الفوز. ضياء
....................................................................................... 

اسمها الذي اختاره والدها الشيخ الجليل علي عابد الحموي مع الوالدة الفاضلة رئيفة كردية( انتصار)ثم ظهرت علامات الضياء على وجه الابنة( آخر العنقود )كما تقول العامة، فتحول الاسم والنداء الى ضياء. وبعد الانتقال الى بيت الزوجية. ومجيء الابن البكر فوز غاب نداء انتصار، وضياء ليحل محلهما نداء( أم الفوز )أم الشباب. وأخيرا تلاشت كل التسميات والنداءات ليبقى نداء وحيدا فريدا هو( الخنساء أم الشهداء )وقد اجرى الصديق الدكتور نور الدين منى وزير الزراعة السابق تعديلا بسيطا باستبدال النون بالميم ليصبح( الخمساء)تذكيرا بأنها أم الشهداء الخمسة.
مادفعني لكتابة هذا المنشور. والحديث عن الشقيقة مجروح مهما كان صحيحا ودقيقا ما قدمه الفنان الكبير نقيب الفنانين في القطر العربي السوري زهير رمضان، وهو يتحدث عن المرأة السورية في برنامجه التلفزيوني( يوميات مختار )بحروف مخارجها أعمق من مخارج حروف الحنجرة واللسان والشفتين. لأنها صادرة من أعماق القلب. وبصوت شجي يدل عن مشاعر وطنية وانسانية. أهطلت دموع أم علي بغزارة. وحملت الى حنجرتي غصة مازالت عالقة تتأرجح خلف الأضلاع مع كل شهيق وزفير. وأكثر الحروف والكلمات نقشا في الذاكرة والقلب. تلك الكلمات التي ضمنها ما قالته الشقيقة أم الفوز عندما جاؤوالهابشهيدها الخامس من ابنائها ملفوفا بالعلم السوري، فطلبت فتح التابوت ورؤيته. فأجابها أحد قادته المعزين. ياوالدتي ياأم الفوز لايسمح بفتح تابوت الشهيد فأرجوك ان تعفينا من تلبية طلبك انت التي لايرد لها طلب. وأصرت أم الفوز على فتح التابوت الى الحد الذي اثارت فيه تساؤلات المشيعين. فاستجاب لطلبها قائده وفتح لها التابوت، فمدت يدها لتكشف عن صدره وترفع يديها الى السماء قائلة انت ابني الشهيد بعد أن رأيت الرصاصات الغادرة اخترقت صدرك من الأمام وليس من الخلف. وختم الصديق زهير حديثة بانحناءة في الرأس، احتراما لأم الشهداء ولكل أمهات الشهداء الذين يشكلون القدوة والمثال لكل أم. نعم لقد اثبتت المرأة السورية بكل مواقعها وتسمياتها أنها جديرةبرفع القبعة والانحناء لها. وإذا كانت انتصار، ضياء، أم الفوز، الخنساء، الخمساء تفتخر بوالديها، واخواتها، واخواتها، وأبنائها، وبلدتها. فهي اليوم وكل يوم موئل فخر واعتزاز لنا جميعا ولبلدتهاسلمية، وتل الدرة وسوريانا على امتداد جغرافيتها.
المواطن رقم 14
د .حسين الحموي
شكرا لتعليقك