البحث : (تطور الكتابة العربية)
.......................................................................................
ثالثا: من حلقات سلسلة الخط العربي (الهيروغليفية).
وهو أحد فروع خطوط الكتابة المصرية التي منها كما ذكرنا:
- أولّهـــا: الخطّ المصريّ القديم بأنواعه الثّلاثة: الهيروغليفيّ, والهيراطيقيّ, والديموطيقيّ,
الكتابة الهيروغليفية (المقدسة)وكانت للفراعنة،ورجال الدين، وللمقدسات ،ثم تطورت إلى الأيسر(الهيروطيقية)أي،قلم الخاصة،ثم يسّر قلم الخاصة إلى الديموقيطية،أي قلم العامة،كما نرى في اللوحات
ومن العلماء من يرى أن الأبجدية الأولى هي وليدة الهيروغليفية ، وأن الذي أوجدوا الأبجدية أخذوها منها ، أخذوا من المصريين فكرة التدوين وفكرة الاختزال ، كما اختزل المصريون كتابتهم من الكتابة الصورية التي كانت تعبر عن معان وأوجدوا منها المقاطع التي سهلت أمر أداء المعاني تسهيلا كبيراً .
أبجديات جبيل الفينيقية: \ولكنّ الإبداع الحقيقي للأبجدية يتمثل في الأبجدية الكنعانية الفينيقية.وهي أبجدية مؤلفة من اثنين وعشرين شكلاً كتابياً بسيطاً،لعدد مقابل من الأصوات اللغوية الصامتة هي (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت)،وعنها تفرّعت جميع الكتابات الإنسانية الحرفية،فقد عرفها اليونان عن الفينيقين الذين كانوا سادة البحر المتوسط،وعن اليونان أخذها الرومان وطوروها، وأضافوا عليها بعض الحروف الصوتية التي تفتقر عليها لغتهم، وهي غير موجودة في العربيّة وقدعثر عليها في مدينة جبيل(جُبلاـ بيبلوس) ويعود إلى القرن العاشر ق.م،وبعض الباحثين يعيده إلى قرون قبل ذلك.
وقد عثر على نقوش كثيرة للفينيقيين،منها:
نقش ملك جبيل(أحيرام) الذي نقش على قبره،ويعدّ هذا النقش المرحلة التطورية،والنقلة النوعيّة من الحرفيّة المسماريّة الأوغاريتية إلى الفينقيّة الحرفيّة الجبليّة،ويعود هذا النقش إلى/1000/ق.م(ش/16/)
وهذا نقش فينيقي آخر لملك الصيدونيين (نزار) منقول حرفياً إلى الحروف العربيّة،ومترجم إلى الفصحى.
نقش كنعاني(فينيقي)وجد على صخرة بـ (أرابيا)في البرازيل،الألف الثاني ق.م(ش/17/).
نقش(بر حدد)ويعد من أقدم الآثار التي خلفها الآراميون،وهويمثل كتابة للكاهن (ششنزرين)يرفع يديه للصلاة،وقد عثر عليه في (النيرب)شمال سورية وهومحفوظ في متحف (اللوفر)القرن التاسع قزم
نقش (ذكير) من الأثار الأرامية القديمة،يعود إلى/780ـ 775/ق.م وحفظ في متحف اللوفر بفرنسا.
وحوالي/1300/ق.م ، كتب علماء (جبيل) الفينيقيون أبجديتهم الحرفية الثانية في
(جبيل)(بيبلوس)باليونانية وتعني الكتاب المقدس وتتألف من اثنين وعشرين حرفا كأمها السيناوية.ويرى بعض العلماء أنهم أخذوه عن المسند اليمني،واختزلوها (اختصروها)من/29/حرفا إلى/22/ حرفا،لتقدم المسند عليها زمنيا،وللعلاقات التجارية التي كانت تربط الشام باليمن.ويشك في ذلك لن العلاقات التجارية بين الفينيقيين والسيناويين والمصريين كانت أمتن وأوثق من علاقات الفينيقيين باليمنيين،إذ كان الفينيقييون يصدرون الأخشاب من لبنان على مصر لتسقيف المعابد،ويعرجون على سيناء ليعودوا بمعادنها ويصنعونها تجارياً.
ولو أجرينا دراسة بين السيناوية واليمنية والفينيقية؛لتحققنا أنّ السيناوية أمّ للأبجديتين الأخريين لأنها أقدم زمنا،ولتماثل الحروف التالية في الثلاث:( ت،ش،ق،ع،ل،و،ن،د)
في ملف الصور(ش/18/.
وطور الفينيقيون أبجديتهم الثانية في جبيل ويسروا رسم حرفها‘واستبدلوا حرف السين من رسم سمكة إلى رسم دعامة(سامُك)[ساموك:جذع شجرة ندعم به السقوف] وبإضافة حرف المد الذي كان يحذف اختصارا يصبح لفظة (ساموك)،ربما لأنّ (النون):الحوت كانت تعني السمك وهم من فصيلة واحدة.
ومن أبجدية جبيل تفرعت جميع أقلام العالم الحرفية كما سيأتي لاحقا.
وقد تفرعت عن أبجدية (جبيل) الفينيقية الأقلام التالية :
الخط التدمري: والقلم التدمري أحد الفروع الأرامية، نشأ في (تدمر)(بالميرا)باليونانية والرومية.
ولكن وجدت كتابات تدمرية في إفريقية وروما وبلاد المجر وانجلترا،لأن الرومان جندوا لغزو تدمر كثيراً من المرتزقة من المناطق التي تحت نفوذهم،وهؤلاء تعلموا الكتابة التدمرية.
وهذا نص تدمري منقوش على حجر أبيض صقيل،أبعاده/29/و/5،29/عثر عليه بجبل (البلعاس)
قرب قرية(عقيربات)شرق بلدة(سلمية) في صيف/1981/ وترجمه الدكتور عدنان البني.
الترجمة إلى الفصحى:(هذا المذبح قرّبه مالك بن يرحاي بن مالك فجّا التدمري للإله(ظعن)(رب الظعينة)ولعزيز الإلهين الطيبين بتاريخ(بشهر)نيسان سنة /420/سلوقي = /119/ميلادي.
نقش زنوبيا ملكة تدمر (بت زبي) اسمها عند الرومان واليونان(زنوبيا)وبالتدمرية(بت زبي) وإطلاق كلمة (الزباء)عليها خطأ لأنّ الزباء من ملوك الحيرة.
الخط العبري أخذ العبريون لغتهم عن الكنعانيين والأراميين والعرب،في البداية كانت حروفهم منفصلة، ثم أخذوا القلم الأرامي المربع،
الخط المندائي أو المندعي:وهو فرع من القلم الأرامي،وتعد المندعية من أنقى لغات الفروع الأرامية
والمندعيون هم الصابئة سكان (ميسان)جنوب العراق وما يجاورها من إيران.
القلم النبطي: نشأ جنوب سورية،حيث كان الأنباط يعيشون شمال الحجاز وجنوب سورية،وعاصمة دولتهم(بطرا)أو (البتراء)وهي (سلُع)أي:الصخرة،وطوروه على مراحل متعاقبة،وأصبح لمعظم حروفه شكلان،موصولة ومفصولة،وساد معظم شمال الشام وكل جنوبها،وشمال الجزيرة العربية،وطغى على أقلام فروع القلم المسند(الثمودي واللحياني والصفوي).
نماذج من الكتابات النبطية نقش (أم الجمال الأول)اللوحة ويعود لعام(270)م
نقش معبد(رمّ) على بعد(25)كم شرقي العقبة.
نقش أم الجمال الثاني يعود للقرن السادس الميلادي،
نقش (أسيس)جبل شرقي دمشق،عثر عليه الأستاذ أبو الفرج العش،رقم(64)
نقش(زبد)خربة تقع بين قنسرين والفرات،يعود لعام/513/م وقد كتب بثلاث لغات وأقلام:
اليونانية والسريانية والعربية،رقم(65).
نقش حرّان(اللجاة)وتقع في المنطقة الشماية من جبل العرب(الدروز)وهو ضريح تذكاري للشهداء،أقيم للقديس(يوحنا المعمدان) حسب النص اليوناني،رقم(66)
للبحث متابعة جديدة بعنوان :( قلم الجزم والخط العربي المتطور).
أـ حيدر حيدر
مع أطيب التمنيات بالفائدة المرجوة..
1ـ ناووس الملك أحيرام ملك جبيل..
2ـ نقش أحيرام شاهد حيّ على الأبجدية الفينقية.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء