قلعة "شيزر " :
تُعدّ " شيزر" من مدن سورية القديمة . إنها تُذكرُ في النصوص المصرية القديمة باسم " سنزار" و" سنزارا" وسمّاها الإغريق " سدزارا" , أما البيزنطيون فأطلقوا عليها اسم " سيزار " , ويُصادفنا اسم المدينة في صيغة " شيزر" في أشعار العرب الجاهليين , فقد ذكرها الشاعر امرؤ القيس في قوله :
تقطّع أسباب اللبانة والهوى .....عشيّة جاورنا حماة وشيزرا
وقال ابن قيس الرقيّات :
فواحزناً إذ فارقونا وجاوروا....سوى قومهم أعلى حماة وشيزرا
تُعدّ "شيزر" من بين الحصون المبنيّة على ضفاف نهر( أورنت) أي العاصي , ذلك النهر الذي ينبع من جبال بعلبك في لبنان , ويتابع سيره شرقاً ثم شمالًا في الأراضي السورية ماراً ببعلبك وحمص وحماه وشيزر والمضيق وأفاميا . تقع "شيزر" إلى الشمال الغربي من حماه على بُعد 28 كم على تلةٍ مُطلةٍ على الشاطىء الجنوبي الغربي لنهر العاصي , حيث يسير النهر هنا من الشرق إلى الغرب , التلة الصخرية مع القلعة ( الحصن) المحيطتان بالنهر من ثلاث جهات يُذكران بشبه جزيرة متصلة من الجهة الشمالية ــ حيث تقع الطريق المؤدية من حماه إلى أفاميا ــ بجسر حجريّ متين ووطيد , الحصن في أعلى التلة يشبه " عرف الديك" , وعند عدد من المؤرخين العرب هذا التشبيه استعمل مكان التسمية .
لقد استولى بنو منقذ على شيزر في عام 474هـ , وأسسوا فيها إمارة مستقلة امتدّ نفوذها لعام 552هـ , وتمكنوا من المحافظة على امتلاك المدينة بغض النظر عن أن جيرانهم الأقوياء العرب والفرنجة كانوا يحاولون باستمرار الاستيلاء عليها , وضمّها إلى ملكيتهم , وقام بنو منقذ في مدة حكمهم بمجموعة من التحصينات الدفاعية حول شيزر .
في عام 552هـ كانت شيزر قد تهدّمت من الزلازل التي أصابت القسم الشمالي من سورية , ورغم أن نور الدين الزنكي حاول إعادة بنائها في نفس العام , لكنّ المدينة لم تنهض ثانية , إذ أننا لانجد الآن منها إلا خراباتها الباقية , وقد وجد بعض الباحثين والآثاريين نقوداً وكتابات عربية على جدران قلعتها . من أشهر أمرائها وأدبائها الشاعر والأديب ( اسامة بن منقذ)
طيّب الله أوقاتكم بالخير
سلمية 27/10/2020 ظهير الشعراني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء