خطبة الأحنف بن قيس لقومٍ كانوا عنده
......................................................................................
قال أبو علي القالي عن رجلٍ من بني تميم قال: حضرتُ مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمرٍ لهم , فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:" إن الكرم منع الحرم , ماأقرب النقمة من أهل البغي , لاخير في لِذّة تعقب ندَماً , لن يهلك مَنْ قصد , ولن يفتقر من زهد ,ربّ هزلٍ قد عاد جِدّاً , من أمنَ الزمان خانه , ومن تعظـّم عليه أهانه , دعوا المزاج فإن يؤرثُ الضغائن , وخير القول ماصدّقه الفعل , احتملوا لمنْ أدلّ عليكم , واقبلوا عذرَ من اعتذر إليكم . أطعْ أخاكَ وإنْ عصاك , وصلـْهُ وإن جفاك . أنصفْ من نفسك قبل أن يُنتصف منك , واعلم أن كُفر النعمة لؤمٌ , وصحبة الجاهل شؤم , ومن الكرم الوفاء بالذمم , ماأقبحَ القطيعة بعد الصلة والجفاء بعد اللطف , والعداوة بعد الودّ , لاتكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان , ولا إلى البخل أسرع منك إلى البذل . واعلم أنّ لك من دنياك ماأصلحت به مثواك , فانفق في حقّ , ولاتكوننّ خازناً لغيرك , وإذا كان الغدرُ في الناس موجوداٍ , فالثقة بكل أحد عجز و إعرف الحق لمن عرفه لك , واعلم أن قطيعة الجاهل تعدلُ صلة العاقل .
قال: فما رأيتُ كلاماً أبلغ منه , فقمتُ وقد حفظتهُ .
طيّب الله أوقاتكم بالخير
سلمية 15/2/2019
ظهير الشعراني


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء