pregnancy

من أجواء روايتي " حياة الرماد " ..أ.مجدي يونس




من أجواء روايتي " حياة الرماد "
.......................................................................................

كيف مات مبروك ؟
" لديه شك يقترب من اليقين أن والده لم يمت ميتة عادية ، وإنما هناك سبب ، كان في كلامهم له شيء صحيح وهو سوء حالة والده بسبب موت مبروك بل إن موت مبروك هو سبب موت والده فعلا ، ولكن ليس بالإضراب عن الطعام والشراب ورفض الحياة كما أخبروه ، وليس بعد مبروك بشهر بل بأسبوع واحد فقط سبع ليال وثمانية أيام هي مدة حياة الدكتور شريف بعد وفاة رفيق عمره وتوأم روحه مبروك الطيب الذي عاش معه أكثر من عشر سنوات في حب وإخاء وعطف وحنان حتى أحبه أكثر من نفسه ، فكيف يراه يخر أمامه صريعا وهو يطعمه في فمه ويعيش بعده أياما وشهورا وسنين ؟!
ــ مبروك ، مبروك  ، مبروك ما بك ؟ مبروك ، مبروك .
لم تنفع المناداة ولا تنفع وقد جاءت ساعته ، خر عند موضع قدمي سيده ، وخر معه طبق الطعام ،  انحنى عليه يهزه يحركه يشد شعره ، ولا حياة لمن تنادي أو تحرك .
مات مبروك وانتهت مهمته في هذه الحياة عند قدمي سيده المبتورتين صرخ بعظم صوته حتى رج الصوت أرجاء حانوت كلها ، تجمع على صراخه أهل القرية ، وارتجت الفيلا بالناس الذين أتوا من كل حدب وصوب يشاهدون هذا المشهد البكائي  مبروك عند قدمي سيده ، وسيده يبكي يولول وينعق يهزه ويحركه دون فائدة :
ـ قم يا مبروك ، قم أطعمني ، أنا جائع ، قم ألقمني غدائي ، مبروك يا أخي يا روحي يا شقي العزيز .
ويشد في شعره بعنف كي يقوم له ، وهيهات هيهات ، فغص بالبوار واشتم رائحة الموت فهلعت عيناه بالدموع تنسكب كأمواج بحر عاتية ، وانسابت الدموع من عيون بعض الواقفين  ومن عيون عبد الكريم وموسى اللذين اقتربا من شريف يحيطانه ....... "

مجدي يونس
شكرا لتعليقك