سفر الجامعة بين الاقتباسات والافتراءات
.......................................................................................
سفر الجامعة وهو سفر شعري من التوراة مغرق في اليأس والتشاؤم ينسب زورا إلى سيدنا سليمان عليه السلام.
وكعادة (أرباب) اليهود لديهم رغبة كبرى بتجريم الانبياء وتدنيسهم بالكفر والقتل والزنا وهذا واضح من قصص التوراة التي تعتبر مكتبة أكثر من كونها كتاب
ومن ناحية أخرى يستفيد الأحبار المزورون من التراث السوراقي (سوريا والعراق) البابلي والكنعاني خصوصا في فترة السبي حيث جرى السطو على مقتنيات الأدب السوري البليغ وتضمينها أفكار (يهوه) بمعنى تم تضمين الأدب السوراقي البابلي أفكار يهودية
ومن الأدباء السوراقيين القدماء أبدعوا في وصف الحياة والعالم السفلي، وفي ملحمة جلجامش تطالعنا شخصية جلجامش على كثير من اليأس وفكرة اللاجدوى (ضمن رحلة البحث عن الخلود) ومن الواضح تأثر كتبة سفر الجامعة بهذه الروح.
وقد أشار بعض رجال الدين إلى هذه الحقيقية بأسلوب غير مباشر هو تأثر النبي سليمان بزوجاته الكثيرات وبالشعوب من حوله فيقولون في هذا الخصوص:
"سليمان كان له زوجات من جنسيات مختلفه المصريه وموابيات وعمونيات واصدقاء مثل حيرام وغيرهم كثر من امم مختلفه" (*)
وتقول التوراة : "وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ".
أما كلمة الجامعة : الكلمة بالعبرية "كوهيليث Qoheleth" وهي مشتقة من الفعل qahal ومعناها يجتمع.
والكلمة تعني اجتماع. وبالإنجليزية نجد اسم السفرEcclesiastes والكلمة مأخوذة عن الكلمة اليونانية Ecclesia أي مجمع أو اجتماع. وهذه الكلمة اليونانية تعني بالعربية كنيسة
ويرى غالبية رجال الدين أن الكاتب هو النبي سليمان، وقلة منهم لا تقر بذلك كونه يتضمن الكثير من عبارات اليأس والتيئيس، ومع ذلك فحتى هؤلاء الذين يدعون أن السفر للنبي سليمان يعترفون بخطورته حيث يقولون بهذا الخصوص :
"سليمان هو محبوب الله (2صم24:12، 25). والله أعطاه حكمة عجيبة ... لكنه عاد وانحرف إلى العبادة الوثنية".
ويقولون: "ولاجل عمق الحكمه في هذا السفر هو من اخطر الاسفار في استخدام الآية الواحدة لأذن هذه الطريقه في هذا السفر تؤدي للهلاك "
ويقولون أيضا : " هناك أمثلة لخطورة استخدام آيات من هذا السفر:
أ. ليس للإنسان خيرٌ من أن يأكل ويشرب ويُرى نفسه خيرًا في تعبه (24:2). لو طبقنا هذه الآية نجد أنه يجب علينا أن نأكل ونشرب ونتمتع، ويكون هذا طريق مدمر لحياتنا، أي طريق الانغماس في اللذات.
ب. فتحولت لكي أجعل قلبي ييأس من كل التعب الذي تعبت فيه تحت الشمس (20:2) وطبقًا لهذه الآية وغيرها كثير(7 : 2 مثلًا) فإنه على الإنسان أن يكف عن جهاده فلا فائدة والكل باطل ولا منفعة. هي آيات تدعو لليأس، ولذلك قال بعض المفسرين أنه سفر يدعو لليأس.
ج. لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة (19:3). من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل الأرض (21:3).
فمن يقرأ هذه الآيات لا يدخل في حالة يأس فقط، بل يظن أنه لا حياة للنفس بعد الموت.
د. إذا فهمنا أن سليمان في هذا السفر يحكي خبراته كمخطئ تائب فهل نأخذ بعض آيات قالها في فترة خطاياه لنجربها على أنفسنا؟! هذا فيه خطورة كبيرة بل خطية(**).
نستنتج مما سبق أنه:
- على الأرجح أن سفر الجامعة مقتبس من الأدب السوري القديم بدليل احتوائه على كثير من المفردات الكلدانية القديمة
- السفر يتضمن افتراء على النبي سليمان عليه السلام بالكفر والزنا والمجون
- السفر يتضمن الكثير من اليأس والتيئيس وهو بذلك يخالف كلمة الله والمنهج الرباني المتبع.
سفر الجامعة في التوراة :
1 كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:
2 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.
3 مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟
4 دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ، وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ.
5 وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ.
6 اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ. تَذْهَبُ دَائِرَةً دَوَرَانًا، وَإِلَى مَدَارَاتِهَا تَرْجعُ الرِّيحُ.
7 كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً.
8 كُلُّ الْكَلاَمِ يَقْصُرُ. لاَ يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ أَنْ يُخْبِرَ بِالْكُلِّ. الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ.
9 مَا كَانَ فَهُوَ مَا يَكُونُ، وَالَّذِي صُنِعَ فَهُوَ الَّذِي يُصْنَعُ، فَلَيْسَ تَحْتَ الشَّمْسِ جَدِيدٌ.
10 إِنْ وُجِدَ شَيْءٌ يُقَالُ عَنْهُ: «انْظُرْ. هذَا جَدِيدٌ!» فَهُوَ مُنْذُ زَمَانٍ كَانَ فِي الدُّهُورِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَنَا.
11 لَيْسَ ذِكْرٌ لِلأَوَّلِينَ. وَالآخِرُونَ أَيْضًا الَّذِينَ سَيَكُونُونَ، لاَ يَكُونُ لَهُمْ ذِكْرٌ عِنْدَ الَّذِينَ يَكُونُونَ بَعْدَهُمْ.
12 أَنَا الْجَامِعَةُ كُنْتُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ.
13 وَوَجَّهْتُ قَلْبِي لِلسُّؤَالِ وَالتَّفْتِيشِ بِالْحِكْمَةِ عَنْ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ. هُوَ عَنَاءٌ رَدِيءٌ جَعَلَهَا اللهُ لِبَنِي الْبَشَرِ لِيَعْنُوا فِيهِ.
14 رَأَيْتُ كُلَّ الأَعْمَالِ الَّتِي عُمِلَتْ تَحْتَ الشَّمْسِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ.
15 اَلأَعْوَجُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُقَوَّمَ، وَالنَّقْصُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُجْبَرَ.
16 أَنَا نَاجَيْتُ قَلْبِي قَائِلًا: «هَا أَنَا قَدْ عَظُمْتُ وَازْدَدْتُ حِكْمَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ رَأَى قَلْبِي كَثِيرًا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ».
17 وَوَجَّهْتُ قَلْبِي لِمَعْرِفَةِ الْحِكْمَةِ وَلِمَعْرِفَةِ الْحَمَاقَةِ وَالْجَهْلِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ هذَا أَيْضًا قَبْضُ الرِّيحِ.
18 لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا.
(*) شروحات عن (الكتاب المقدس)
(**) نفس المصدر
علي حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء