"مصطفى محمود" .. والمرأة
.......................................................................................
.
.. لا شيء يقتل الإبداع، ويقيد الفن ، أكثر من غياب الحريه.
فالحرية هي التي تمد الكاتب ، والشاعر ، والفنان ، والفيلسوف ، والمفكر ، والمبدع عامةً ، بأسباب الخلْق والإنتاج، وتجعله يأتي بما لا يأتي به غيره. فإذا غابت الحريه، أو أحس المبدع أنه محاصر ومراقب ، فإنه يتوقف عن ذلك ، ويتراجع، ويصبح جامدا إن لم نقل معدما.
وفي عالم الأدب والفن والفلسفة والفكر رجال تمسكوا بهذه الحرية، وحرِصوا عليها، أكثرَ مما حرصوا على أشياء أخرى، واثروها على أنفسهم و ذويهم و زوجاتهم وأبنائهم.
ومن بين هؤلاء الكاتب_المفكر_العبقري "مصطفى_محمود" ( 2009/1921 ).. فحين تقرأ مذكراته تتأكد أنه ضحى بأشياء كثيرة، وخسر أشياء كثيرة، وتخلى عن أشياء كثيرة، وفر من أشياء كثيرة، فقط لكي يكسب حريته، ويحافظ على أفكاره ومواقفه وقناعاته.
- وأكبر خسارةٍ قررها هي خسارة زوجته الأولى "سامية" التي كانت ملكة_جمال_مصر وقتئذ، وكانت ملكة جمال قلبه.
- لكن، ولأنها كانت زوجة غيورةً جدا، وتقحم نفسها في أدق تفاصيل الكاتب، وتسأله عن كل صغيرة وكبيرة، وتفرض عليه رقابةً مفرطة، وتتهمه بأشياءٍ لا يفعلها، فقد اضطُر "#دمصطفى_محمود" إلى أن ينفصل عنها، بعد أن رأى أنها قد حولت حياته إلى جحيمٍ، وخلقت له جواً لا يساعده على الكتابة والإبداع.
ففي مذكراته يتذكر قائلاً :
ـ... وأتذكر أن كل كتبي في هذه الفترة كتبتها في الفنادق والبلاد التي سافرت إليها...
لم أكن أكتب في مصر، أو بالتحديد في شقتنا #في_الدقي مطلقا، لأن حياتي تحولت إلى مشاكل لا تنتهي...
وطلقها؛ لأنه وجد أنه لا يستطيع أن يعيش باقي العمر بهذه الطريقة.
إن الكاتب والفنان والمبدع عامة إذا اختير بين الحرية والمرأة فغالبا ما يختار الحريةَ، مثلما يختار الناسُ العاديون بين الجنة والنار .
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء