عودة ممتعة بواسطةالقطار
.......................................................................................
في منتصف السبعينات،كنا طلبة، وفي ذلك الزمان كانت الحياة بسيطة، في الصباح، نذهب إلى المدينة وخاصة ايام العطل، بواسطة السيارات، او بواسطة الباص الخشبي الذي أصبح اليوم تراثيا، جولتنا تبدأ من تناول الافطار الصباحي، في احدى المقاهي التي يتوفر فيها( القيمر، الالبان، الجبن، الزبدة، العسل، المربى، البيض، الشاي الخبز)، وهذه المقاهي نستمع فيها إلى القرآن الكريم بصوت( كبار القراء)،وكل مقهى له برامج خاصة يعرضها خلال النهار، بعدها نذهب إلى السينما، لمشاهدة الأفلام، والذهاب الى الحلاق، والى محلات الملابس، ثم نتوجه نحو المكتبات لشراء الكتب والمجلات،والكتب، عندما كانت القراءة مهمة في ذلك الوقت، وعند شعورنا بالتعب والجوع نذهب الى أحد المطاعم الراقية، وكانت القدرة الشرائية للمواطن جيدة، والاسعار زهيدة، المطاعم التي تقدم الاكلات الطيبة، التي تشمل (المشويات، القوزي، التشريب، قوزي الشام، الگص) وغيرها من الاكلات اللذيذة، ونتجول في المدينة، ثم نذهب الى (الگازينوهات) نقضي وقتاً من الزمن، في نهاية الجولة نشتري مانحتاجه من مواد، محطة القطار تكون نهاية المطاف،المحطة مزدحمة بالمسافرين الذي يغادرون المدينة، نحجز بطاقات تذكرة، القطار ينطلق ليلا في الساعة8.15، نصعد في القطار ، ينطلق القطار في وقته المحدد، بعد فترة يقوم فاحص البطاقات بالتفتيش وتدقيق البطاقات، يرافقه الانضباط العسكري وانضباط الشرطة والامن و الاستخبارات ، ويقوم بمحاسبة كل من لايمتلك (تذكرة) وتغريمه بمبلغ من المال، في القطار تشاهد بائع الشاي وبائع (الكيك)، وعند وصول القطار المحطة، التي ننزل فيها نترجل من العربة، ونترك القطار في رحلته يبحث عن (حمد) ،(مرينه بيكم حمد واحنه بقطار الليل واسمعنه دگ كهوة شمينه ريحة هيل) ، كانت جولة ممتعة ذهاب بالسيارة، وجولة في المدينة و عودة بالقطار.
محمد صالح ياسين الجبوري
كاتب وصحفي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء