pregnancy

كابوس " دكتوراه مزورة " ....!!.بقلم الدكتور نور الدين منى




كابوس " دكتوراه مزورة " ....!!
.......................................................................................

من كثرة ؛ ما قرأتُ ، وما سمعتُ في إعلامنا بكل أشكاله ؛ عن الحملة القوية ضد  حاملي شهادات البروزة والدكتوراه المزيَّفة ... والإجراءات التي ستُتَّبع لتنحية أصحاب الشهادات المزورة من مواقع المسؤولية ، والذين حصلوا عليها بطريقة الوساطة والمحسوبية...!!!
قلتُ : صحّ النوم.. صحّ النوم..  يا عرب ..!!

تعكَّرَ مزاجي ، فاستلقيتُ على أريكة ، مازالت تعبق برائحة أمي رحمها الله ، وراحت تتدحرجُ كرات الذكريات .. هل ظنّوا يا ترى أن شهادتي  مزورة ؟؟!!.. تبرعمتْ في أفق الخيال ، فنبَّهتْ عقلي من غفوته ..!!

فإذا بشخصٍ مفتول العضلات ؛ كبير الرأس فقط .. مع دورية  ؛ يطرق الباب : هون الدكتور نورالدين ؛ صاحب الدكتوراه المزيَّفة أوالمزوَّرة.. ؟؟!! 
خرجتُ ...ما الخبر..؟ أخذوني عنوةً ، ولحسن حظي ؛ بدأ التحقيق فوراً ...

المحقق : هل تحمل شهادة دكتوراه ؟
أنا : لا يا سيدي ...!! من قال هذا ؟!
هو : إذاً كنتَ تدرِّسُ في الجامعة ؛ برداءٍ مزيَّف ..!! وتدَّعي ، أنك تحمل شهادة دكتوراه من أرقى الجامعات الأمريكية ...
أنا : لا يا سيدي ...!!
المحقق : لماذا لم تصرِّح ؛ أن شهادتك مزوَّرة ؟! 

أنا : صرَّحتُ أكثر من مرة ..والدليلُ عدم تكليفي برئاسة القسم لسنوات ..وتكليف من كان قانونيا من خارج الملاك ..لم يسمعني أحد . قلتُ لطلابي ولهم ؛ ولأكثر من مرة : 
حالتي كحالة بقرة  ؛ متخم ضرعها بالحليب الطبيعي الأصلي . احلبوها ؛ خذوا منها.. فأبى الأغلب منهم ؛ وبتوجيه الإدارة .. إلا أن يشرب الحليب المبستر والمستورد .

كيف خدعتَ الحكومة والقيادة  ، بأنك تحمل شهادة الدكتوراه  ؟؟!!
أنا ما خدعتهُم .. خدعَهم من كان يحمل الشهادات المزوَّرة والشهادات المزيفَّة وشبه الشهادات ..هؤلاء الذين حلوا في مواقع قيادية عليا .. ودفعوا ، وتواسطو حتى عُدِّلتْ شهاداتُهم ..فكيف لهم أن يعرفوا ؛ إن كانت شهادتي مزورة أم لا ؟!

الوزير الأول الذي كان يرأس اجتماعاتنا ؛ كان يسخر من معنى الأكاديمية ، دون أن يعرفَ معناها . وإذا سُئِلَ عن أصحاب الشهادات الأصلية  ، كان يقول : إنهم أكاديميون ، ولا يعرفون في الإدارة العملياتية . ويضحك معه صديقه المقرب ، الذي لا يتجرأ الآن ، أن يقولَ للملأ ، ما مستوى شهادة الدكتوراه  التي يحملها ، وعدد السنوات التي استغرقتها عملية التعديل !! 

المحقِّق : مرةً ؛ في أحد الاجتماعات ؛ كنتَ تتوسطُ الجلوس بين الدكتور المرحوم عصام الزعيم (وزير الصناعة الأسبق/والذي توفي مظلوماً) والدكتور غسان الرفاعي (وزير الاقتصاد الأسبق) . همسَ أحدُهم ، وابتسمتُم  . ماذا دار بينكم ؟!

أنا : صحيح ؛ حدثَ ذلك . وقال أحدُ الوزيرين الرائعين .. متسائلاً : هل يُعقل ، أن يترأسَ هذا الاجتماع الاستراتيجي التخصصي مسؤول ؛ من حملة الشهادات المزورة ؛ وغير المعدلة أصولاً ..!!

وشاءت الأقدار .. ورحلنا عن الحكومة ؛ بتقارير ذوي الشهادات المزورة ، لأننا نطقنا الحقيقة ، وحاولنا تطبيق وممارسة معنى ؛ أن المنصب مسؤولية وطنية ؛ وليس تشريفاً .. !! 
ولكن للأسف ؛ بقيَ هؤلاء ..!! 

ومشَينا ؛ كلٌّ منا في طريق...علَّنا يوماً من غفلتنا نفيق..!!

٦ آذار ٢٠١٨
الدكتور 
نور الدين منى
شكرا لتعليقك