(مَلاكٌ مِنْ تُرَابٍ)
.......................................................................................
جَاءَتْ عَلى عَجَـــلٍ وَالنَّارُ في يَدِهـا
تقولُ: إنّكَ رَهْنُ الأسْـــرِ يا فَطِـــنُ!
نَضَّتْ بِكَفٍّ رَهيفِ الحُسْــنِ بُرقعَهـا
فبَانَ ثَغْــرٌ نَديٌّ, وَعْــــــدُهُ فَتِــــنُ
تَجْري عَليهِ دِمَــــاءُ الوَرْدِ لامِعَـــــةً
فَيَسْتَفيقُ الشَّـــذَا, والشَّـوقُ يَحْتَقِــنُ
وَأسْبلتْ رِمْشَـــها في حُلْــمِ غَانيـــةٍ
تَشْكو السُّـهَادَ فلا صَحْوٌّ ولا وَسَـنُ
بِنَظرةٍ سَـــــدْدَتْ سَـــهْماً أبَاحَ دَمي
وأظهَـــرتْ خَجَــلاً يَحْلُو لَهُ الِّشَّجَنُ
تَضَرَّجَ الخَــــدُّ مِنْ قَتْلي, وَعَذّبَـــهُ
أنّ الجَمَـــالَ لِسِـــحْرِ الأنْفِ مُرْتَهَنُ
أخْفَتْ عَقِيقـــاً بِجِـــــيدٍ ناعِــمٍ أَلِـــقٍ
كالعَـــاجِ خَبَّأهُ في سِـــرِّهِ الزَّمَـــــنُ
مَدَدْت كفّـــاً إلى نُــوْرٍ لِأقْبِضَـــــــهُ
فَعَادَ كَفّــي بِنُورِ الوَجْــــــهِ يُحْتَضُنُ
عَانَقْتُ فِيها مَـــلاكاً جَـــاءَ مِنْ عَدَنٍ
سَألتُ: هَذا تُرابُ الأرضِ أمْ عَدَنُ؟
أجَابَني الوَجَـــعُ الغَـــــافي بأوْرِدَتِي
وَنَبْضُ قلْبي تَوَارَى خَلفَـــهُ وَهَـــنُ
هَذا مَــــلاكُ تَوَلّى عَرْشَ عَاشَـــقِهِ
سُبْحانَهُ الرَّبَّ! كَمْ في الأمْرِ يُؤْتَمَنُ!
**
فائق موسى
22/3/2019
اللوحة ألوان زيتية للدكتور ناصح عيسى
اللوحة ألوان زيتية للدكتور ناصح عيسى
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء