نحو الروح (قراءة في لوحة فنيه )
.............................................................
.....
هذه اللوحة اذا رأيتها بنظرة عابره تجدها تعبر عن فترة استراحه جميلة لأسرة ريفية ،مليئة بالشغف وحب الحياة ، وتجد فيها دعوة صريحة الى بساطة العيش في الريف والإبتعاد عن تعقيدات المدينه .
واذا نظرت بعمق اكبر تجد أن الحركة هي القاسم المشترك بين مفرداتها
1-
الأشياء الجامده : تمتلك القدره والإمكان فقط ، والذي يُظهِر إمكاناتها هو الجهد البشري الذي يحولها الى طاولات وجرار والآت موسيقية وساعة جداريه
2-
النباتات (في النافذه) تمتلك القدرة والحياة أيضاً (والحياة بتعريف علم الأحياء هي :القدرة على الإستقلاب ، وانتاج النوع ) .
3-
الحيوانات : تمتلك القدرة والحياة والنفس ، التي تمكنها من تنفيذ طبائعها وغرائزها ، وإدراكها البدائي لنوعها وللأنواع الأخرى معادية كانت أم صديقة.
4-
الإنسان : يمتلك القدرة ، الحياة ، النفس ، العقل ، وهذه الميزه (العقل ) هي التي تجعله متحكماً في استقلابه (تصنيع المواد التي يحتاجها للمعيشه ، ونلاحظ زجاجة خمر وجرار فخاريه ايضا ) .
أو إختيار شريكه لإنتاج النوع البشري .
وهو أيضاً الضابط للوسط المحيط به من خلال أعماله كالزراعة وتربية الحيوان وصانعاً لإحتياجاته (المغزل في يد العجوز ) أو مبدعا في إنتاج الفن وتلقيه (نلاحظ العازف والصبية الغارقة في اللحن الى جواره .
فالعقل هو الذي يلامس العتبة الأولى لروحه ويدفعه الى المزيد من التوجه نحو احتياجاته الروحية من (أدب ، فن ، شعر ، رقص ، صياغة تصورات عامة للكون ولذاته ) .
الخلاصة :أرى في اللوحة سلسلة الإرتقاء التي تفرضها الحركة ، بدايتها بالجماد ونهايتها في تعزيز الجانب الروحي (الإبداعي ) .
----------------
عمار يماني
ملاحظة :استخدمتُ كلمة (روح، روحي) وفق فهم الفلسفة المادية العلمية للكلمة .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء