حضارة الآزتك (٦)
......................................................................................
الزراعة
كانت الزراعة أساس الاقتصاد عند الأزتك. وأكثر المحاصيل أهمية الذرة الشامية. وكانوا يزرعون أيضًا الأفوكادو والفاصوليا والدباء والبطاطا الحلوة والطماطم وعددًا كبيرًا من المحاصيل الأخرى. وقد وفرت الأراضي المنخفضة المنتجات الاستوائية مثل: القطن والباباي والمطاط وحبوب الكاكاو التي تصنع منها الشوكولاته.
كانت الآلة الزراعية الأساسية هي عصا مدببة تستعمل للحفر. لجأ المزارعون في الأراضي المنخفضة، المغطاة بغابة كثيفة، إلى عمليتي القطع والحرق، حيث كانوا يقطعون جزءًا من الغابة ويحرقونه، ثم يزرعون المحاصيل في الأراضي التي تم تنظيفها. كان الرماد يزيد من خصوبة التربة. وشق الأزتك في الأراضي المرتفعة المصاطب في جوانب التلال كي يزيدوا من مساحة الأرض الزراعية. كما أنهم حفروا شبكات الري لسقي محاصيلهم. وبالإضافة إلى ذلك حوَّل المزارعون بقعًا من البحيرات الضحلة إلى أراضٍ زراعية بجرف الطين من قاع هذه البحيرات وتشكيله على هيئة جُزر، كانت تعرف باسم تشينامباس. وكان المزارعون يضيفون، بصورة منتظمة، طينًا جديدًا في غاية الخصوبة. وأدى ذلك إلى الإنتاج الوفير من المحاصيل الزراعية لجزر التشينامباس. ولايزال في بحيرة زوخيملكو في مدينة مكسيكو سيتي، عددٌ كبيرٌ من التشينامباس. وعلى الرغم من أن هذه الجزر غير عائمة، أي غير محاطة بالمياه، إلا أنهم غالبًا ما كانوا يطلقون عليها اسم الحدائق العائمة.
التجارة والنقل
==========
كانت ساحة السوق مركزًا رئيسيًا في حياة الأزتك. فكان سوق تلاتيلولكو أكبر سوق في الأمريكتين. وقد عُرضت في هذا السوق كل أنواع السلع المتوافرة في عالم الأزتك. وكتب المكتشف الأسباني هرناندو كورتيز بأن أكثر من 60 ألف نسمة يزورون هذا السوق يوميًا. وكان هناك عددٌ كبيرٌ من الأسواق الصغيرة في أرجاء الإمبراطورية. وكان موظفو الحكومة يشرفون على التجارة.
كان التجار يعرفون باسم بوشتيكا، ويجوبون كل أرجاء الإمبراطورية في حملات تجارية. استخدم التجار عددًا كبيرًا من الحمالين يسيرون في قوافل طويلة وهم يحملون على ظهورهم حمولات ثقيلة. وتَاجَرَ سكان الأراضي المنخفضة بمنتجاتهم من الكاكاو والقطن والمطاط وجلود نمور اليغور وريش الطيور المدارية. وتسلموا مقابلها سلعًا من الأراضي المرتفعة، منها السبج (الزجاج البركاني) الذي كان يستخدم في صناعة السكاكين، ومجموعة منوعة من المنتجات المصنعة.
الحياة الثقافية
===========
ساعد نمو المجتمع المدني عند الأزتيك في ظهور تراث ثقافي ارتبط بضرورات الحياة كالطب والصيدلة والفلك والحساب والتعليم والتدريب، إلى جانب تنظيم المدن والعمارة والنحت والتصوير، وكانت مدينتا الأزتيك التوأمان تزخران بالرسوم الجدارية والكتابة التصويرية والزخرفة والفسيفساء والنقوش المزينة بالأحجار الكريمة. وأما الأهرامات فتعد آية معمارية وفنية. وثمة تقويم منقوش على حجر مستدير عثر عليه في المكسيك عرف باسم «حجر الشمس» قطره 3.7م ووزنه نحو 25 طناً وفي وسطه صورة إله الشمس تحيط به أربعة ألواح وعليه علامات تمثل الأيام العشرين من الشهر عند الأزتيك، وهو محفوظ في المتحف الوطني لعلم الأجناس في المكسيك، ويدل بوضوح على تقدم هذا الشعب في مجالي الفلك والحساب. ويعتمد التقويم على دورة زمنية مقدسة مدتها 260 يوماً وسنة شمسية مدنية مدتها 365 يوماً، وتقسم الدورة المقدسة إلى 13 مرحلة مدة كل منها 20 يوماً، وتقسم السنة المدنية إلى 18 شهراً مدة كل شهر 20 يوماً ويضاف إليها خمسة أيام خاصة تعد من أيام النحس. ويوافق رأس السنة المقدسة رأس السنة المدنية الشمسية كل 52 سنة فتؤلف عهداً أو جيلاً، ويحتفل به بإشعال نار مقدسة جديدة. ويعتقد الأزتيك أن كوارث الماضي حدثت في مثل تلك الأيام، وأن العالم دمر في أربع مناسبات. أما أهم الآثار التي حفظت إلى اليوم إلى جانب التقويم المذكور والأهرامات فهي: مخطوط يمثل الملك أكسياكاتل على عرشه متدثراً بجلد نمر قرب هرم مدرج (محفوظ في المكتبة الوطنية بباريس)، وقناع جنائزي يمثل رب الليل (محفوظ في المتحف البريطاني)، وتمثال من فخار يمثل وجه محارب، وتمثال رب الربيع والأزهار وأمامه المذبح، ومقبض مدية القرابين مطعم بالفيروز واليشب والزجاج الصخري.
فنون الآزتك
=========
معظم الفن الأزتكي يعبر عن المفاهيم والمنظور الديني . فكان يستعمل رسومات فاقعة اللون . وكان الرسومات فوق الجدران أو ورق لحاء الشجر amatl ، وكان يصور مراسم الإحتفالات الدينية صور الآلهة . وكانوا يمارسون فن النحت والنقش . فكانوا قد نقشوا معبودهم بالنقش الغائر أو بالنحت البارز وكان من هذه الأعمال إظهار الآلهة أو تسجيل الضحايا المقدسة . ومن أشهر تماثيل الأزتك حجر التقويم الذي يزن 22طن وقطره 3,7متر . ويمثل الكون والعالم بالنسبة للأزتك . ففي وسط الحجر منقوش صورة وجه الشمس ويحيط بها دوائر مصممة لترمز للأيام والسموات . وكان الفنانون يصنعون أشكالا لللأشخاص والحيوانات في شكل تماثيل صغيرة من الكوارتز وحجر الأبيسديان ( زجاج صخري ) والياقوت .
الكتابة والحساب
============
كانت الكتابة لدي الأزتك عبارة عن بيكتوجرافية حيث كانت تكتب برسم أو نقش الصوراتعبر عن الحروف أو صور صغيرة ترمز للاشياء ومقاطع الأصوات syllables . واستعملوا الكتابة التصويرية في العد الحسابي الذي كان يعتمد علي الرقم 20. وكانت صورة العلم نرمز إلي العدد 20 أو 400 مادة والجراب pouch يشير إلي العدد 400 مرة ضغف العدد 20او 800 . ولايمكن للبكتورافية النغيسر عن أفكار تجريدية abstract ideas, لكنها كانت مقيدة في تدوين التاريخ والإتصال في شئون الأعمال وإثبات الملكية للأراضي وحفظ الأنساب .
مجتمع وتراث
==========
كان الأزتك يستعملون آلات يدوية بسيطة ليعملوا بها . وكان الشعب لديه مهارة يدوية . فكانت المرأة تغزل القطن وألياف نبات مجواي maguey fibers لغزل بالمغازل من العصي وفلك المغزل من الطين المجفف . وكن يصبغن الخيوط بألوان زاهية . وينسجنها لمآزروقيعلت وملابس فضفاضة للرجال وسترات لها اكمام وتنورات طويلة للمرأة بتصميمات وأشكال هندسية مميزة .وكان الصناع المهرة يدويا يعقدون الريش ويصنعون منه الحجاب وغطاء الرأس والبيارق . وكانوا يصنعون الفخار بترصسص طبقات من شرائح الطين فوق بعضها لصنع قدورللتخزين والكؤوس وبلاطات الفرن (عرسة) للخبيز وكانت هذه الأواني تشوي في نيران أفران مفتوحة . وكانت حمراء وبيضاء . رسم عليها بدقة تصميمات هندسية . ولم يكم لدي الأزنك الحديد والبرونز كما كان في بلدان الشرق الأوسط . وكانت آلات التقطيع من حجر الأبسيديان وعند مجيء الأسبان المسبعمرين كانوا يستعملون آلات من النحاس . وكان الأزتك بزبنوم الحلي والمجوهرات بالذهب والفضة والنحاس والزمرد والفيروز والياقوت . وكانت البلط يصنع شفرتها من الحجر أو النحاس وأيديها من الخشب والمثاقيب من العظام أو البوص .
..........تمت......
من ويكيبيديا
الصورة :التقاء إمبراطور الأزتيك مونتيزوما الثاني وهرنان كورتيز في الطريق إلى العاصمة تينوشتيتلان
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء