بيع الوهم
.......................................................................................
كيف يمكن ان تستمر الأنظمة الفاشلة ..والمتردية اقتصاديا.. بالعيش رغم كل الأمراض التي توجب سقوطها دراماتيكيا.. في كل لحظة ..لولا بيع الوهم للمواطنين ..وللمحيط الأقرب ..وللدول البعيدة ..يعتمد بيع الوهم على مسائل عدة يتشارك به مجموعة من الوسائل..منها الإعلام ..رجال أعمال ..رجال دين ...متحدثين رسميين ..أنصاف مثقفين ..أساتذة جامعات ...وشركات دعاية وعلاقات عامة لتحسين الصورة الخارجية ...يتحد الجميع تحت هدف واحد ..الترويج لسلطة ما..ولشخوصها ولإنجازاتها وتحويل كل الوقائع الجارية الى مصلحتها ...ماهي مظاهر بيع الوهم .....الترويج عبر برامج التلفزيون والاذاعة ....تجييش الآلاف من الصفحات التي تتحدث عن الانتصارات والانجازات والقوة ...البرامج الحوارية التي يتصدرها أنصاف مثقفين ورجال سياسة ورجال دين ومعارضات وهمية ..يتكلمون عن الانجازات العبقرية ..والزحف المقدس والأسلحة الخرافية والمؤامرات الخارجية ويرفعون كل فعل الى معجزة ...تصريحات لرجال اعمال عن مشاريع عملاقة وحركة اعمار ومؤتمرات عالمية وهمية ..وحركة اقتصادية فريدة ..والسيطرة على الاقتصاد.والتحكم الكامل به..أما رجال الدين فيتمحور كلامهم حول قدسية الحاكم وارتقاء موضعه لمصاف الانبياء وعن الاحلام التي شوهد فيها الحكام... الى ماهنالك من غيبيات تستقر في عقول هي مغيبة بالأساس ... .اما الشركات الخارجية لتحسين الصورة والتي تستهلك مبالغ طائلة لمشاريعها التسويقية التي تعتمد على شراء السياسيين الأجانب .. والوفود القادمة الى الدولة وشراء صحفيين ..وجرائد وبرامج تلفزيونية ..الترويج للسياحة والاقتصاد وغيره ..باختصار بيع الوهم يعتمد على وساىل عديدة ..لإعطاء المواطن صورة براقة منافية للواقع بمجملها ...يمكننا القول ..أن بيع الوهم في اوطاننا العربية عامة .. نشأ مع نشوء دولنا بعد ان استقلت شكليا عن الاستعمار ولازال بيع الوهم مستمرا...ولكن الى متى ...
د.سمير حسن زينو
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء