pregnancy

الانتحار






الانتحار
.......................................................................................
أكثر شيء مهلك لبلادنا ومستقبل أجيالنا
هذه الثقافة الناقصة المنقوصة المبتورة، التي يتلقاها أفراد مجتمعنا بشكل سريع ومقتضب،عبر شبكات التواصل من مقالات سريعة.
والتصنيفات التي نقرأ عنها من وقت لآخر، في وقت حرج جدا،والصادرة عن المثقفين الموجهين إما قصدا وإما عن قلة وعي وعدم مسؤولية.
والأخطر أخذ هذه المعلومات على محمل الجد، من قبل عامة الشعب،ويبدأ الفصل بين مكونات الشعب السوري حسب العرق والدين والمنطقة. 
(لقد أبيد السوريون في منطقة كذا وكذا، وهؤلاء السكان ليسوا بسوريين)
( ونقرأ هذا أصله كذا ويستحق الإبادة)
فهل هذه ثقافتنا التي تربينا عليها،هل كانت هذه عقيدة أهل سورية منذ آلاف السنين.
وهل كل فئة تريد إبادة الفئة الأخرى، وسورية فيها الآلاف من الطوائف، أليس هذا منطق اليهود عندما قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه.

من منا يستطيع أن يعرف نسبه بالتحديد.

فهل نلجأ لفحص جيني لنعرف من سيموت، ومن سيعيش في سورية، كيف وصلنا إلى هذا الحجم من العنصرية.

عندما حرر أجدادنا سورية من الاستعمار الفرنسي،كانوا يدا واحدة،وقوة واحدة.
والقادة والثوار من الشمال والجنوب والساحل والداخل، كلهم ضحوا بالغالي والنفيس بأرواحهم ودماءهم، وإلى الآن هم قدوة ومثل المسك والبخور وشخصيات ترفع لهم القبعات.
وكانوا يملكون حساً قومياً وطنياً شريفاً ،لايدنسه فكر شيطاني طائفي كما الآن، ما هذا الميراث الذي سنتركه لأطفالنا.
إننا سنترك لهم الكثير من البنادق والرشاشات،والقليل القليل من التسامح والحب والأمان. 

إننا نشاهد أكبر الدول وأعظمها،مثل روسيا وأمريكيا، كم ألف ولاية وكم ألف مليون دين،وكم مليون عرق ولون، ولانتعلم منهم التعايش ونحن أهل التعايش 
ولانتعظ ولا نريد التقدم ولو خطوة في هذا المجال.
مالنا نرى الوعي المجتمعي التعايشي قد تراجع إلى أدنى مستوياته، ونحن بأمس الحاجة للم الشمل والتكاتف.
قال الإمام علي إن أردتم أن تتعصبوا فتعصبوا لمكارم الأخلاق
من يقوم بهذا التدمير الشامل، فهو يُقدم على الانتحار ويقتل أولاده حتما حاضرا ومستقبلا، ويدمر أعز ما يملك ألا وهو وطنه.
*********
أعتذر أكتب كثيرا 
لكن خوفي على بلدي الغالي، يجعلني متوترة ولست على مايرام.
وأخط مخاوفي،في كل يوم،ودعائي بالفرج لسورية وكل البلاد التي ابتليت كما ابتلينا. 
بقلمي دلال درويش
شكرا لتعليقك